Fath al-Bari en explicación de Sahih Bukhari

Ibn Rajab al-Hanbali d. 795 AH
103

Fath al-Bari en explicación de Sahih Bukhari

فتح الباري شرح صحيح البخاري

Investigador

مجموعة من المحقيقين

Editorial

مكتبة الغرباء الأثرية

Número de edición

الأولى

Año de publicación

1417 AH

Ubicación del editor

المدينة النبوية

فهذه الروايات المقيدة بالفتن تقضي على الروايات المطلقة. وحديث أبي سعيد الذي خرجه البخاري هنا لم يخرجه مسلم. وقد روي عن مالك، عن زيد بن أسلم، عن عبد الرحمن، عن أبي سعيد؛ وهو وهم. وروي عن يحيي بن سعيد، عن عبد الرحمن بن أبي صعصعة، عن نهار العبدي، عن أبي سعيد؛ وذكر " نهار " في إسناده: وهم. قاله الدارقطني (١) . فقوله ﷺ " يوشك " تقريب منه للفتنة، وقد وقع ذلك في زمن عثمان كما أخبر به ﷺ وهذا من جملة أعلام نبوته ﷺ. وإنما كان الغنم خير مال المسلم - حينئذ -؛ لأن المعتزل عن الناس بالغنم يأكل من لحومها ونتاجها ويشرب من ألبانها ويستمتع بأصوافها باللبس وغيره، وهي ترعى الكلأ في الجبال وترد المياه؛ وهذه المنافع والمرافق لا توجد في غير الغنم؛ ولهذا قال: " يتبع بها شعف الجبال " وهي رءوسها وأعاليها؛ فإنها تعصم من لجأ إليها من عدو. و" مواقع القطر " لأنه يجد فيها الكلأ والماء فيشرب منها ويسقي غنمه وترعى غنمه من الكلأ. وفي " مسند البزار "، عن مخول البهزي سمع النبي ﷺ يقول: " سيأتي على الناس زمان فيه غنم بين السجدتين (٢) تأكل من

(١) في " علله "، (٤ / ق٢ - ب ٣ - أ) . (٢) رسمها في " ف " بدون نقط ولعلها هكذا، وفي " مسند أبي يعلي " (٣ / ١٣٨): " المسجدين ".

1 / 107