الأول: توحيد الربوبية: وهو «إفراد الله ﷾ بالخلق، والملك، والتدبير» وتفصيل ذلك
أولًا: بالنسبة لإفراد الله -تعالى- بالخلق: فالله تعالى وحده هو الخالق لا خالق سواه، قال الله تعالى: (هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ) (فاطر: ٣) وقال تعالى مبينًا بطلان آلهة الكفار: (أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ) . (النحل: ١٧) . فالله تعالى وحده هو الخالق خلق كل شيء فقدره تقديرًا، وخلقه يشمل ما يقع من مفعولاته، وما يقع من مفعولات خلقه أيضًا، ولهذا كان من تمام الإيمان بالقدر أن تؤمن بأن الله تعالى خالقًا لأفعال العباد كما قال الله تعالى: (وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ) . (الصافات الآية: ٩٦ا) . ووجه ذلك أن فعل العبد من صفاته، والعبد مخلوق لله، وخالق الشيء خالق لصفاته، ووجه آخر أن فعل العبد حاصل بإرادة جازمة وقدرة تامة، والإرادة والقدرة كلتاهما مخلوقتان لله ﷿ وخالق السبب التام خالق للمسبب.
فإن قيل: كيف نجمع بين إفراد الله ﷿ بالخلق مع أن الخلق قد يثبت لغير الله كما يدل عليه قول الله تعالى: (فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ) (المؤمنون: الآية١٤) وقول النبي ﷺ في المصورين: «يقال لهم: أحيوا ما خلقتم» (١)؟
فالجواب على ذلك: أن غير الله تعالى لا يخلق كخلق الله فلا
_________
(١) أخرجه البخاري، كتاب البيوع، باب التجارة فيما يكره لبسه للرجال والنساء (٢١٠٥) ومسلم: كتاب اللباس، باب تحريم تصوير الحيوان (٢١٠٦) (٩٦) .
1 / 10