Fatawa and Consultations of Islam Today
فتاوى واستشارات الإسلام اليوم
Editorial
موقع الإسلام اليوم
Géneros
ومما تقدم ذكره، نعلم أن ذكر البغي في سورة النور يراد به شيء غير الذي يراد من ذكر الزانية، وهذا من جلال القرآن وجمال معانيه، والحكمة البالغة التي تميز آياته.
وأما قوله تعالى: "ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنًا" فليس يقال هنا إن كانت الأمة مملوكة، أو كانت الحرة تحت ولاية وليّ لها، وترغب في تعاطي البغاء بمحض رغبتها وإرادتها، فلا يكون المعنى أنه لا حرج، على مالك هذه الأمة أو ولي هذه الحرة أن يقبل منها أو لها أن تكون بغيًا، أو أن تتعاطى هذه المهنة القبيحة والقبيحة جدًا.
إذًا؛ فماذا يراد من قوله تعالى: "ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنًا".
أقول: إن هذا النهي إنما هو استمرار للتذكير بقبيح هذا الأمر الشنيع السيئ، الذي كان أهل الجاهلية عليه، وهو تحذير للمؤمنين من هذا الأمر القبيح السيئ، ومن هنا قال العلماء: هو نهي لا معنى له، وهو يشبه قوله تعالى: "لا تأكلوا الربا أضعافًا مضاعفة"، فالربا كله حرام سواء أكان قليلًا أم كثيرًا. ومثله يقال أيضًا في البغاء، فيستوي التحريم على أي حال كان الزنا، بإكراه أم برضا.
1 / 49