Fatwas on Alcohol and Drugs
فتاوى الخمر والمخدرات
Investigador
أبو المجد أحمد حرك
Editorial
دار البشير والكوثر للطباعة والنشر
وكذلك السيئات تعلل بعلتين :
إحداهما : ما تتضمنه من المفسدة والمضرة.
والثانية : ما تتضمنه من الصد عن المنفعة والمصلحة.
مثال ذلك قوله تعالى: (( إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، ولذكر الله أكبر)) (٩٨) فبين الوجهين جميعا، فقوله: ((إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر)) بيان لما تتضمنه من دفع المفاسد والمضار، فإن النفس إذا قام بها ذكر الله ودعاؤه - لاسيما على وجه الخصوص - أكسبها ذلك صبغة صالحة تنهاها عن الفحشاء والمنكر، كما يحسه الإنسان من نفسه، ولهذا قال تعالى: (( واستعينوا بالصبر والصلاة)) (٩٩) فإن القلب يحصل له من الفرح والسرور وقرة العين ما يغنيه عن اللذات المكروهة، ويحصل له من الخشية والتعظيم الله والمهابة. وكل واحد من رجائه وخشيته ومحبته ناه ينهاه.
وقوله: ((ولذكر الله أكبر)) بيان لما فيها من المنفعة والمصلحة أى ذكر الله الذى فيها أكبر من كونها ناهية عن الفحشاء والمنكر، فإن هذا هو المقصود لنفسه، كما قال: ((إذا نودى للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله)) (١٠٠)، والأول تابع، فهذه المنفعة والمصلحة أعظم من دفع تلك المفسدة، ولهذا كان المؤمن الفاسق يؤول أمره إلى الرحمة، والمنافق المتعبد أمره صائر إلى الشقاء، فإن الإِيمان بالله ورسوله هو صالح السعادة وأصلها.
ومن ظن أن المعنى ولذكر الله أكبر من الصلاة فقد أخطأ، فإن الصلاة أفضل من الذكر المجرد بالنص والإجماع. والصلاة ذكر الله لكنها ذكر على أكمل الوجوه، فكيف يفضل ذكر الله المطلق على أفضل أنواعه؟ ومثال ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: (عليكم بقيام الليل! فانه قربه إلى ربكم، ودأب الصالحين قبلكم، ومنهاة عن الاثم، ومكفرة للسيئات، ومطردة لداعى
(٩٨) جزء من الآية ٤٥ من سورة العنكبوت.
(٩٩) جزء من الآية ٤٥ من سورة البقرة.
(١٠٠) جزء من الآية ٩ من سورة الجمعة.
38