52

Fatawa

فتاوى واستشارات موقع الإسلام اليوم

Editorial

موقع الإسلام اليوم

Géneros

Fatwas

وقد قال رجل لابن عباس - رضي الله عنهما - إني لأجد في القرآن أشياء تختلف علي ... فذكر منها: قوله تعالى: (أأنتم أشد خلقا أم السماء بناها رفع سمكها فسواها والأرض بعد ذلك دحاها) ، فذكر خلق السماء قبل الأرض، ثم قال تعالى (قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين) إلى قوله (طائعين) فذكر في هذه خلق الأرض قبل خلق السماء، فقال ابن عباس: " خلق الأرض في يومين ثم خلق السماء ثم استوى إلى السماء فسواهن في يومين آخرين ثم دحى الأرض ودحيها أن أخرج منها الماء والمرعى وخلق الجبال والرمال والجماد والآكام وما بينهما في يومين آخرين فذلك قوله تعالى دحاها وقوله (خلق الأرض في يومين) فخلق الأرض وما فيها من شيء في أربعة أيام وخلق السماوات في يومين " [ينظر: تفسير ابن كثير (4/94) ] .

وذهب بعض العلماء إلى أن خلق الأرض جميعا حصل قبل خلق السماء، ووجهوا قوله تعالى: (والأرض بعد ذلك دحاها) ، بأن المراد ب (بعد) أي: مع.

وأثر ابن عباس المذكور في السؤال - إن صح وسيأتي الكلام عليه - لا ينافي ما تقدم وهو يدل على أن دحو الأرض حصل ابتداء من هذه البقعة المباركة وهي الكعبة، والله أعلم.

وأخرج الطبري في تفسيره (3/60) عن مجاهد قال: كان موضع البيت على الماء قبل أن يخلق الله السماوات مثل الزبدة البيضاء، ومن تحته دحيت الأرض.

Página 52