La chica de Kairouan

Jurji Zaydan d. 1331 AH
177

La chica de Kairouan

فتاة القيروان

Géneros

قالت: «نعم ... لأني أستطيع بذلك أن أزيده بيانا شفاهيا.»

قال: «تفعلين حسنا، وسيفرح بلقياك؛ لأنك تنقلين إليه خبر الحسين وأنه حي آمن وقد سمع بوقوعه في الأسر ولا يدري أين هو.»

قالت: «أين المعلم يعقوب؟»

قال: «ألم تسمعي بما أصابه؟»

قالت: «كلا ... ماذا جرى له؟»

قال: «إن الوزير ابن الفرات صادره على أربعة آلاف وخمسمائة دينار عرف بوجودها عنده وأراد قتله فالتجأ إلي مدة ثم فر إلى معسكر القائد جوهر

1

وقد حملته ما استطعت من الأخبار والملاحظات ولكن رسالتك أعظم أهمية عنده؛ لأنك استقيت الخبر من مظانه ... اركبي، وسأرسل معك بعض رجالي ... ليس خوفا عليك، ولكنك لا تعرفين الطريق فيدلونك عليها.»

فقبلت ذلك منه وخرجت، فامتطت فرسها وركب معها بضعة من رجال الشريف وساروا يطلبون معسكر القائد جوهر من ورائه، فقطعوا جسرا على النيل أسفل الفسطاط والشمس قد مالت عن خط الهاجرة فوصلوا المعسكر قبيل الغروب، وكان رفاقها قد عرفوا فسطاط جوهر فساروا توا لا يعترضهم معترض.

وكان جوهر جالسا في فسطاطه وقد أوقدت الشموع، واجتمع قواده حوله وهم جلوس وجوهر مطرق يفكر في ضياع ابنه الحسين، وكان قد سمع من الذين حملوا إليه الأموال من فج الأخيار أنه تخلف عنهم ولعله قتل أو وقع أسيرا. وهم في ذلك دخل الحاجب وقال: «إن بالباب رسولا من الفسطاط يشترط أن يلقى القائد في خلوة.» فأشار إلى الحضور بالانصراف وأمر بإدخال الرسول فدخلت لمياء بثوبها ولثامها وأزاحت اللثام وأكبت على يده تقبلها فلم يتمالك عن النداء «لمياء، لمياء!»

Página desconocida