إن إخلاصك الصحيح قد تأكد لنا من رسالتك التي وصلتنا في إبان الحاجة إليها، فوجب علينا شكرك، وقد بعثنا إليك هذا الشكر شفاها مع رسولنا حامل هذا الكتاب، وسنذكر لك هذه الأريحية والغيرة الحقيقية في وقت يكون لك منه نفع صحيح. وإذا زدتنا من عنايتك وصدق إخلاصك تضاعفت يدك لدينا والله يتولاك بنعمته.
الفصل الثاني والخمسون
مسلم بن عبيد الله الشيعي
فلما أتم القراءة قبل الكتاب ووضعه على رأسه ثم أعاده إلى اللفافة وخبأه في جيبه، فنهضت لمياء فأحس يعقوب أنها تريد الذهاب للتعرف بمسلم بن عبيد الله الشيعي فنهض ومشى بين يديها فقالت: «ألعل منزل الشريف بعيد من هنا؟»
قال: «هو جارنا لا نحتاج في زيارته إلا إلى خطوات قليلة بعد خروجنا من هذا الزقاق.» فاغتنمت وجودها معه في الطريق وقالت: «لم أحادثك بشأن سالم بعد.»
فقال: «لا حاجة إلى زيادة الإيضاح يا سيدتي كوني مطمئنة.»
ولم يسيرا طويلا حتى وصلا إلى بيت مسلم المذكور فتقدم يعقوب فطرق الباب وخاطب البواب. فلما عرفه فتح له ورحب به. ودخلت لمياء معه ومشى في الحديقة أمامها حتى بلغ خبر قدومه إلى مسلم فناداه من الداخل «ادخل يا معلم.»
فأسرع يعقوب إسراع المحتفي بمخاطبه وقال: «لست وحدي يا سيدي إن معي ضيفا تسر بمشاهدته.»
فقال: «تفضل ومن معك.»
وكانت لمياء قد صارت على مقربة من باب الغرفة التي فيها مسلم، فحالما وقع بصره عليها تزحزح من مكانه كأنه يهم بالنهوض فأسرع يعقوب إليه وأقعده وهو يقول: «لا تقم يا سيدي.»
Página desconocida