قال: «ماذا تفعل بهن؟»
فتوقف الرجل عن الجواب وبان الارتباك في وجهه، لكنه خاف السكوت فقال: «لتستمتع بهن.»
فبغت الخليفة والقائد والحسين وأخذوا ينظرون بعضهم إلى بعض فقال القائد: «تشتري الجواري لابنة الإخشيد لتستمتع بهن هي؟»
قال: «نعم يا سيدي ... وهذا مشهور يعرفه أهل مصر؛ لأنها كثيرا ما تنزل سوق الرقيق في الفسطاط بنفسها على حمار فتساوم صاحب الرقيق على الجارية إذا أعجبتها وتشتريها لنفسها. وإذا كانت لا تجد هناك ما يعجبها من الجواري الحسان تبعث بي في قافلة خاصة لهذه الغاية وتنفق في سبيل ذلك الأموال الطائلة.»
فلما سمع المعز كلامه وصدق لهجته صدقه وهو مستغرب وأشار إليه أن ينصرف، فلما خرج التفت المعز إلى قائده وقال: «قد كنت منذ قليل أتردد في فتح مصر وأخاف جندها، وأما الآن فهان علي أمرها؛ لأن بلدا بلغ من أهله الترف إلى أن صارت المرأة من بنات الملوك فيهم تخرج بنفسها وتشتري جارية لتتمتع بها لا يخشى بأسهم؛ لأن ذلك من ضعف نفوس رجالهم وذهاب غيرتهم إنما يلزمنا المال»
1
والتفت إلى لمياء.
فتقدمت أم الأمراء وأجابت عنها قائلة: «إن ابنتنا لمياء قد قصت علي خبر المال الذي أشارت إليه وهو مضمون وإنما يحتاج إلى نظر خاص.»
فقال المعز: «هل ترين بأسا من التصريح به بين أيدينا وليس فينا غريب؟ قولي يا لمياء قولي ...»
الفصل الرابع والأربعون
Página desconocida