فلما ذكرت هند خفق قلب حماد وظهرت عليه ملامح البغتة ولبث برهة يفكر.
فأدرك عبد الله أنه يفكر في أمر هام.
قال: «ما بالك لا تجيب يا ولدي.»
فانتبه حماد وخجل لما ظهر عليه فقال: «لم أفهم مرادك.»
قال: «سألتك عن هند بنت الملك جبلة هل نزلت للسباق هذه المرة.»
قال: «لا يا أبتاه لم تنزل ولكنها شهدت السباق وختمته بإلباس الدرع للسابق.» قال ذلك وأمارات السرور والهيام ظاهرة على وجهه.
فلحظ عبد الله أن حمادا يحوم حول الشراك فأراد تحقق ذلك فقال له: «وكيف رأيت فتاة غسان هل هي كما نسمع عنها من الجمال واللطف.»
فأبرقت أسرة حماد وطفق يصف جمالها ولطفها وصفا يدل على تعلقه بها فكان يتكلم وعيناه مشرقتان وقلبه يخفق وكثيرا ما كانت تخونه الألفاظ في التعبير عن أوصافها.
فخاف عبد الله على حماد أن يقع في الشراك فأطرق وظهرت عليه مظاهر الانقباض والأسف معا فأتم حماد كلامه وعبد الله مطرق كأن أمرا ذا بال اعترضه.
فنظر حماد إليه وقد عجب لحاله وما طرأ عليه من التغيير بغتة فقال له: «ما بالك يا أبتاه أراك قد وقعت فيما أنبتنى عليه فهل ساءك من أمري شيء.»
Página desconocida