أو روضة رصعتها السحب بالبرد
خافت على يدها من نبل مقلتها
فألبست زندها درعا من الزرد
فاتكأت إلى وسادة من ريش النعام أهدتها إياها إمرأة والي دمشق وألقت رأسها على كفها إلتماسا للراحة وقد ضايقها الجلوس معتدلة بين الرجال طول ذلك النهار فلبثت صامتة لا تتكلم وأفكارها تائهة فتذكرت القصبة التي سلمها إليها حماد عند سبقه الأخير وكيف أنها مبرية مع ما لحظت على وجه ثعلبة من دلائل السوء والحقد فارتابت في أمره وودت السؤال عن سبب ذلك فمنعها حماد كما تقدم.
ثم ابتدأت والدتها بالحديث قائلة: «لماذا لم تنزلي اليوم للسباق يا هند.»
قالت: «لم أر مسوغا لأن الفرسان كانوا كثيرين وطال الجدال بين المتسابقين حتى غابت الشمس فلم يبق وقت لركوبي.»
قالت: «وما الذي دعا إلى هذا الجدال.»
قالت: «بعد أن تم السباق أراد ثعلبة مسابقة السابق فعاد فشلا فزادنا خجلا.»
فتبسمت سعدى تبسما خفيا وقالت: «رأيت الفرسان عديدين فمن نال قصب السبق منهم.» قالت وقد أبرقت أسرتها رغما عنها: «ناله شاب غريب اسمه حماد لا يعرف أحد حسبه فشق ذلك على والدي وابن عمي إذ لا يليق أن يكون السباق في حمانا ويفوز بقصب السبق غريب.»
قالت: «ومن هما الفارسان اللذان تسابقا آخر النهار .»
Página desconocida