229

La chica de Ghassan

فتاة غسان

Géneros

فتبعها حماد وهو يقول ما بالك تهربين مني يا هند فإذا كنت تريدين التخلص من قرابتي قولي لي كما قال غيرك أن نسبي غامض فلا أستحق بنت ملك غسان.

فلم تجبه ولا على هذا وقد كان يتوقع أن يجرهما الحديث إلى حكاية السر ليخبرها بحقيقة نسبه ويرى ما يبدو منها وخاف أن تأتي والدتها فينقطع الحديث فدار نحوها حتى قابلها وجها لوجه وأمسك يدها فأحس كلاهما بقشعريرة الحب فقال حماد: «لم تسأليني عن حكاية السر ما هي».

فقالت له (وهي ممسكة يده تنظر إليها): «يظهر أن حكاية السر عزيزة لديك لا نستحق سماعها».

فأدرك أنها توبخه لسكوته عن سؤال والدتها فقال: «لا يعز عنكم شيء يا حبيبتى». قال ذلك ومد يده إلى جيبه فاستخرج خاتما دفعه إليها وقال: «هذا هو سرنا فانظري إليه».

فتناولت الخاتم وتأملته فإذا هو مكتوب بحرف لا نعرفه فقالت: «أنه لا يزال سرا إذ لا أستطيع قراءته». فقال : «أنا أقرأه لك ثم قرأ «النعمان ابن المنذر».».

فلم تفهم المراد فقالت : «وما معنى ذلك».

قال: «معناه أن نسبي الذي كان غامضا عنك وعني كان مختبئا في هذا الخاتم».

فانعمت فكرها في مغزى كلامه فأدركت أنه ينتسب إلى النعمان ولكنها استبعدت ذلك فقالت: «العلك تنتسب إلى الملك النعمان».

قال: «بل هو أبي». وجعل ينظر إلى ما يبدو منها فرآها قد استغربت قوله ولا تزال في حال البغتة ولكن الإعجاب والسرور ظهرا على وجهها معا على أن الأنفة والرزانة منعتها من إظهار البغتة فقالت: «ومن أنبأك بهذا النسب وكيف خفي عنك إلى الآن».

قال: «لذلك حديث طويل سأقصه عليك في غير هذا المكان وإذا كان الخاتم لا يكفيك فانظرى إلى هذا الرداء» وكشف عباءته عن برد النعمان وكان تحت أثوابه فنظرت إليه فلما تحققت نسبه عظم في عينيها ولكن الاستغراب غلب عليها وهي تحسب نفسها في حلم.

Página desconocida