185

La chica de Ghassan

فتاة غسان

Géneros

فانفرد به في مسألة ذلك اليوم وسأله عما يعلمه من أمر يوم الشعانين.

فقال له: «إن سر ذلك اليوم مكتوم عن كل بشر أعرفه وقد قضيت مع سيدي والدك أعواما منذ كنت طفلا حتى صرت شابا وأنا أسمع أنه نذر قص شعرك في دير بحيراء عندما تبلغ هذا السن وأنه سيطلعك في ذلك اليوم على أمور تهمك كثيرا ويكون لها علاقة كبرى بمستقبل حياتك وأعترف لك إني بذلت قصارى جهدي في استطلاع شيء من ذلك السر فلم أتوفق وتراني أكثر رغبة منك في معرفته فما لنا إلا الانتظار إلى يوم الشعانين».

فقال: «وكيف أقضي هذه الأيام وماذا أفعل بهند. فقد أفصحت لك عن أمور أنت تعلم إني أكتمها عن سائر العالمين فهل يخفى عليك ما بيني وبين هند من المحبة والرابطة وقد تركتها على موعد من اللقاء فمضت سنة منذ تركتها ولم أفعل شيئا مما تعهدت لها به بعد فإن القرطين لم نقف لهما على أثر ولا أرى أن أعود إليها إلا والقرطان في يدي وعلمت أن الأمل معقود بالتفتيش عنهما في العراق ولا نستطيع ذلك إلا بمساعدة والدي وقد سمعت قوله الدال على رغبته في إيقاف كل حركة قبل يوم الشعانين فكيف أقضي هذه المدة وأنا بعيد عن هند، أتظنها لا تزال على عهدي؟»

قال سلمان: «أما ما عرفته من حبها لك وثباتها في حبك فلا يترك محلا للشك في بقائها على عهدك وأنها لا يمكن أن تتحول عنك يمنة ولا يسرة ولكنني أرى أن تكتب إليها كتابا أو تنفذ إليها رسولا تبثها ما عندك وتستمهلها في إنفاذ المهمة التي أنت سائر بشأنها وتطلب منها جوابا ومن جوابها تفهم ما يكنه ضميرها».

فقال حماد: «وهل تظن والدي عازما على البقاء هنا إلى يوم الشعانين؟»

قال: «لا أظنه يطيل البقاء هنا لأن أهل المدينة لا يفترون عن الاستعداد للحروب أما لغزو أو لدفع مهاجم ولا وطر لنا في ذلك فالغالب أنه يفضل الذهاب إلى بصرى يقيم فيها بقية هذا العام».

قال: «فإذا كنا ذاهبين إلى بصرى فليس ثم حاجة إلى المخابرة لأني ألاقيها هناك وأجتمع بوالديها أو بأحدهما وأتلو عليهما ما وقع فما عليك إلا إقناع والدي بالذهاب بنا إلى البلقاء».

قال: «حسنا ولكنك إذا أردت مقابلتها هناك فليكن ذلك على غير علم من والدك».

قال: «ننظر في ذلك» ثم افترقا وأخذ سلمان في تحريض مولاه عبد الله على الخروج من المدينة والإقامة بقية ذلك العام في البلقاء وخصوصا لأن الحارث قد مات وخرج النفوذ من يدي ابنه ثعلبة.

فوافقه عبد الله على ذلك فقضوا بضعة أيام في المدينة يشاهدون ما أحدثه المسلمون فيها من الأبنية وأحسنها المسجد الجامع على أنهم كانوا يشاهدون في كل يوم شيئا جديدا من الإعدادات الحربية للغزو أو غيره مما زادهم تهيبا لجند المسلمين وحسبوا لمستقبل دولتهم حسابا كبيرا.

Página desconocida