Capítulo sobre el conocimiento del alma por otros y su ignorancia de sí misma

Ibn Hazm d. 456 AH
2

Capítulo sobre el conocimiento del alma por otros y su ignorancia de sí misma

فصل في معرفة النفس بغيرها و جهلها بذاتها

Investigador

د . إحسان عباس

Editorial

المؤسسة العربية للدراسات والنشر

Número de edición

الثانية

Año de publicación

1987 م

Ubicación del editor

بيروت / لبنان

وضبطت كل ذلك ، وأشرفت عليه ، وسرحت ( 1 ) هنالك ، وأوغلت في تلك الطرق والمسالك ، وخضت إليه الأنوار والظلم ، واقتحمت نحوه الأبعاد حتى أتيته من أمم ، ولم يخف ما بعد وغمض

قالت : بلى .

قالت : يا أيتها النفس المشرفة على ذلك كله : ألست التي لم تقنعي بهذا المقدار من العلم على عظمه وطوله ، ولا ملأ خزانتك هذا الحظ من الإشراف ، على كبر شأنه وهوله ، حتى تعديت إلى ما كان قبل حلولك في هذا الجسد وارتباطك به ، من أخبار القرون البائدة والمماليك الدائرة والأمم الغابرة والوقائع الشنيعة والسير الذميمة والحميدة ، ووقفت على أخبارهم وعلومهم فشاهدت كل ذلك بمعرفتك إذ لم تشاهديه بحواسك

قالت : بلى .

قالت : يا أيتها النفس الغابطة لهذه العظائم المشرفة على هذه الأمور الشنيعة . ألست التي لم يكفك هذا كله حتى تجاوزت العالم بما فيه ، وطفرته من جميع نواحيه ، فشاهدت الواحد الأول ، ووقفت إلى الحق الأول المبدع للعالم بكل ما فيه ، فأشرفت ( 2 ) على انه هو ، وتوهمت إحداثه لكل ما دونه لتوهمك لكل ما شاهدته بحواسك ، فأحطت بكل هذا علما ، واحتويت على جميعه فهما

قالت : بلى . قالت : يا أيتها النفس التي بلغت هذه المبالغ النائية ، وترقت إلى هذه المراقي العالية ، وسربت في تبك السبل الغامضة ، واستسهلت الولوج في تلك الشعاب الخافية ، وسمت إلى التوقل إلى تلك المنازل

Página 444