وذهب سهم، وأعطى العجوز الرسالة، وزوق لسيده كلاما أخبره فيه أنها تلقت الرسالة متضجرة، حتى إذا قرأتها التفتت إليه وقالت: قل لسيدك إني قرأت الرسالة. وغضب أبو فراس، وزمجر وتطاير الشرر من عينيه، ومد يده إلى قرطاس كتب فيه:
وكنى الرسول عن الجواب تظرفا
وإذا كنى فلقد علمنا ما عنى
قل يا رسول ولا تحاش فإنه
لا بد منه أساء بي أم أحسنا
الذنب لي فيما جناه لأنني
مكنته من مهجتي فتمكنا
ثم دفع به إلى سهم وصاح في وجهه قائلا: يجب أن تعود منها برسالة، ثم جلس ينتظر قلقا مضطربا، يقلب في صفحات فكره فلا يرى أنه ارتكب إثما، أو اجترم جرما. ويعود سهم وقد ارتسم الحزن على وجهه، وصفرت يداه من أية رسالة ويقول في تلعثم وخوف: لقد نهرتني هذه المرة يا سيدي. - نهرتك؟ هكذا هن بنات حواء! وقديما قالوا: «وليس لمخضوب البنان يمين.» ثم انكب على رق
4
كتب فيه:
Página desconocida