53
وكان قرياقوس خروفه.
واستيقظت أم يوسف تبحث عن الطبيب، فلم تقف له على أثر ... أما الصيدلية فموجودة.
وكان في القرية المناوحة لمعاد دجال بلدي آخر ولكنه لا يشرب، متين الأخلاق، رصين، حر الضمير. دعي فجاء وعلم ما فعله زميله بقرياقوس، فأبى أن يمد إليه يده، وعاد إلى بيته غير مأجور ولا مشكور.
وكان صباح العيد مشئوما، ساءت حالة قرياقوس، فدعي الخوري ليهيئه لتلك الرحلة الطويلة، ممهدا أمامه الطريق، فرش ماء مباركا وابتدأ البروتوكول.
قال الخوري: السلام لهذا البيت.
فأجاب الشماس: ولجميع ساكنيه، ثم قال بصوت خافت: ما عدا قرياقوس. - الرب معكم. - ومع روحك أيضا. - نسألك يا ربنا يسوع أن تدخل في هذا البيت السعادة الأبدية عند دخول حقارتنا، وأن تدنو منه النعمة الإلهية والفرح النقي، والمحبة المثمرة والشفاء الدائم، ونطلب منك أن تهرب منه الشياطين وتحضره ملائكة السلام، وأن تبعد عنه كل خصومة خبيثة، آمين.
فضحك سمعان، وغمز بعضهم، فقال له الخوري: قل آمين يا شماس.
فانتبه سمعان، وقال: آمين آمين آمين.
فأضحك الحاضرين رغم تخشعهم لكلام الله.
Página desconocida