39
وضع فيها أشياءه.
وتوافد المفتقدون والمسلمون على الأفندي، وطال التسليم والزوجة تنتظر التسلم. تنتظر الساعة التي يمد فيها لطف الله يده المباركة إلى زوجها فيشفى، ولطف الله متشاغل بالسؤال عن صحة الجميع. يطمئنهم فردا فردا على صحته الغالية، وإلى المرضى الذين تركهم تحت رحمة الله.
تعجبت مريم من إبطاء الحكيم، واستغرب الحكيم عمى قلب مريم وقلة ذوقها ... كيف لم تفهم أنه تعب جدا، ويجب أن يرطب بلعومه
40
الجاف! فهو أصحل
41
مستريحا، فكيف به وقد تدحرج في نزلة معاد، وتعلق بأذيال عقبة عين كفاع؟ أما أفهمها بالقلم العريض، فور وصوله، أنه قطع بعشر دقائق مسافة ما بين معاد وعين كفاع؟! وهذا ما تعجز عنه البغال، وحضر خبير بأحوال لطف الله، فما كاد يقول للمرأة: اسقيه ... حتى ابتدرها لطف الله قائلا: عندك سبيرتو لنطهر يدنا؟ هاتي قنينة العرق، العرقي يغني عن السبيرتو.
فقال الرجل: والنبيذ مليح. فقال لطف الله: أيوه، الكحول كلها مطهرة.
طبيبنا دوار قلما تجده في بيته، وقلما تراه صاحيا. يفرض نفسه ضيفا على من شاء ومتى شاء، ومن يتبرم به، فلأمه الويل؛ هو زجال مقل،
Página desconocida