بصخرة، فحياه مسرعا إلى الكنيسة المهجورة ولطا فيها. وبعد قليل أبرقت السماء وأرعدت، ثم تتالت البروق والرعود، واشتد غضب السماء؛ فهرع المعاز إلى الكنيسة، وقبل أن يبلغها خطف البرق بصره وانقضت الصاعقة، وما انتهى المعاز من رسم الصليب والتلفظ بالدعاء المألوف: قدوس، قدوس، قدوس،
40
حتى رأى قرياقوس مبطوحا في صحن الكنيسة لا حراك فيه، فهرع إلى رأس الجبل المطل على عين كفاع، يدعو أهاليها إلى أخذ ميتهم المأسوف عليه ... فجاءوا جميعا وتلك عادتهم في الملمات. المصيبة تمحو الأحقاد والضغائن مهما كانت جسيمة، وكان خصمه في طليعة السائرين به. مشوا وهيبة تلك الفاجعة تعقد ألسنتهم، لا ينطق إلا ذووه الأقربون ببعض عبارات مألوفة، وزوجته تناديه بكلام العاجز الذي فقد سنده ... وما من مجيب.
ولما بلغوا سنديانة كنيسة مار روحانا
41
وضعوا المحمل تحتها ليستريحوا هنيهة، فإذا بقرياقوس يتحرك ويقعد؛ فبهت من بهت، وارفض
42
عنه من ارفض، وهرب من هرب.
وكان كاهن شيخ قادما للمشاركة في العزاء والدعاء للفقيد برحلة ميمونة وسفر سعيد ... فقال له أحد القافلين
43
Página desconocida