وكان لبنان حصن من تصيبهم القرعة العسكرية في «الولاية» أو تحدثهم النفس بإلقاء نيرها؛ لذلك قال جيراننا سكان الولاية العثمانية: هنيئا لمن له مرقد عنزة في جبل لبنان.
وكان للبنان جنود يعرفون «بالضابطية» أخذوا من الأهالي بمعدل سبعة أنفار من كل ألف متكلف، مهنتهم صون الأمن وإمضاء أوامر الحكومة. وإذا قصر هؤلاء النفر عن ذلك في الخطوب الكبيرة مثلا؛ فلمتصرف الجبل - المنتخب من الدول السبع - أن يستدعي عسكر «الدراغون» بعد استئذان مجلس الإدارة المؤلف من اثني عشر عضوا، ينتخبهم الشعب اللبناني.
كان محظورا على العسكري التركي أن يطأ أرض الجبل، أو يمر به، ما لم يأذن له بذلك هذا المجلس. ورب جندي لبناني - ضابطي - تصدى لطابور من العسكر الشاهاني؛
3
فلم تطأ رجله حدود الجبل. وكان الجاني البيروتي يقعد - على عينك يا تاجر - على ضفة نهر بيروت الشمالية فلا يستطيع عسكري الولاية القبض عليه. وأغرب من هذا عجز «ضابطي» قضاء كسروان من القبض على مجرم في قضاء البترون؛ فكأن كل قضاء من أقضية لبنان السبعة مستقل استقلالا ناجزا عن الآخر.
وكم مثلت هذه المهزلة عندنا - في عين كفاع
4 - إذ يقطع مجرم نهرنا، ويجلس على «شير بنور»
5
يدخن ناعم البال، قبالة ضابطي قضاء كسروان، ولسان حاله يقول له: «زرك عينك، طق وموت.» فيعود هذا أدراجه ليعرض الأمر لقائده، يوزباشي
6
Página desconocida