181

ومر موكب الخوري المؤلف منه ومن فرسه وفلوها وسائر أسرتها وأخيه رفول، فأمر الآغا النفر درويش بوشلحة أن يؤدي التحية للخوري، فهرول صوبه بكرباجه فلم يصب الغرض، فثنى وثلث فلم يدركه؛ لأن الخوري شمع الخيط وأطلق لفرسه العنان، فصاح به أخوه رفول: على مهلك يا خيي خوري يوسف، الفرس معشرة - أي حبلى في شهرها الأخير - على مهلك حتى أقدر ألحقك.

ومر عسكر الآغا ببيوت، سكانها أدوا ما عليهم من الميرة خوفا من الإهانة والضرب وذبح الدجاج، فحياهم شاكرا نخوتهم ومروتهم بخطبة قصيرة من خطبه المشهورة.

وظل الموكب سائرا حتى بلغ بيت إلياس يعقوب، فلاقته زوجته هاشة باشة، فقال لها الآغا: ادفعي الميرة أولا، وبعدئذ اصرفينا بالطريقة التي تريدين.

فقالت: إلياس غائب، وأنا من أين لي حتى أدفع؟

فقال الآغا بتفخيمه الألفاظ: هذي حجة لا تقلي عجة، الميرة يا ست.

فقالت ياقوت: لا تجملني

13

وحق من خلقك ما معي شيء حتى أدفع، ما معي إلا الذي ورثني إياه المرحوم.

فتضاحك الآغا وغمز، وهو يقول: إذن معك كنز لا يفنى!

وغمرها، فبطحته وأخذت تصفعه: هذي تنفعك وهذه تضرك، وظلت وإياه على تلك الحال حتى أقبل الجيران وأقاموها عنه.

Página desconocida