177

فأجاب قرياقوس: قلنا من هلق للظهر يفرجها ربك.

وكان الآغا وبعض عسكره ينتظرون على الرجمة

6

التي فوق بيت قرياقوس، وكان قرياقوس يوصوص

7

بعينيه، ولما انتهت المباحثة مشوا في طريقهم إلى بيت الخوري مسرح، فقال قرياقوس: راح الشر، وعند الظهر فرج ورحمة.

وكان اللامحترم يغربل معلف الفرس، فهو يخشى على سعده أن تقرط لسانها إذا لم ينق الشعير من الحصى، وكان الغبار على غنبازه، المجهول اللون، سمك الأصبع، وهو عالق بأهدابه وجفونه ولحيته، ويهر منها على صدره كلما تحرك.

وسمع الخوري صوتا يناديه، فالتفت وردد: بسم الأب والابن، الله يخزي الشيطان، ثم عاد ينقي المعلف ولم يجب.

فصاح الآغا: يا خوري يوسف، اكسر الشر ورد علينا، ادفع ما عليك من الميرة أشرف لك.

فكز الخوري، فبانت أسنانه من وراء لحيته، وقال للآغا: أنا معفي من الميرة.

Página desconocida