تجرها على الأرض؛ لأنها هي قصيرة ضخمة، فصارت كأنها مربعة. مسلف
29
ترهل جسمها، فبدت عجوزا درداء
30
مع أنه لم تسقط لها سن. تبشر سعلتها الناس بقدومها، فهي وحدها من بين نساء ذلك الزمان، كانت تدخن. تملك من حطام الدنيا غرفة اختصها بها أبوها، وموقعها قبالة الكنيسة والمقبرة؛ ولذلك كانت تحدثنا عن الكواكب التي رأتها تسقط على قبر فلان وقبر فلانة.
تعيش حنة من مهنتها، فهي قابلة
31
مشهورة تدعى كالأطباء إلى القرى المجاورة. تحدثك عن الحبالى كلما اجتمعت بها كما يحدثك الفلاح عما يرقب من غلال، والخوري عن مرضى، ينتظر رقادهم بالرب ليصلي عليهم ويقبض المعلوم. تصف لك بخل فلان وكرم فلان. وأخيرا تختم حديثها بكلمة لا تنفك ترددها: العبد لا يغني العبد، الغنى من عند الفوقاني، وتشير إلى السماء.
كان صباغ وجهها زاكيا، وكانت فينانة
32
Página desconocida