كانت قهقهة قرياقوس غير مكتنزة ولا سمينة، لم تكن تلك القهقهة الشائكة التي تشبه صياح ديك الحبش؛ فأدرك ذلك الخوري، مع أنه قليل الملاحظة، فقال له: تغيرت يا قرياقوس، قل عرض ضحكتك. رباك الحبس! - كان خلفي ثلاثون خيالا تحمي ظهري، فما بقي معي غير ثلاثة، ومن ليس له ظهر مقطوع الظهر.
لم يفهم الخوري مراد أبي يوسف، فأجابه: أنا قدامك في المركزين: المتصرفية والبطركية. قل، أنا مستعد. - ما نفعني غير الخيالة يا معلمي. - طيب، خذ فرسي وبنتها وابنها. أحسن رسن في المسكونة، ثم قهقه قهقهته الطائرة الصيت، وقال: تريد تحارب نعوم باشا يا يوسف بك كرم؟ طنوس فارس حط أربعك
11
بالمد!
فامتعض قرياقوس، وبان الاشمئزاز في وجهه، وقال لصاحبه متمثلا بقول الزير:
والله ثم والله ثم والله
ثلاث أيمان في رب السماه
أنا محتار يا محترم فيك، كيف تعلمت اللاهوت
12
والشريعة؟ الذي لا يرى من المنخل، الأعمى خير منه. الخيالة ليرات الإنكليز. أنا لا أطلب فرسك وعيلتها الكريمة، فهمت أم لا!
Página desconocida