34
هي التي طردت الأبالسة وأخرجتها منه، وأنها لو لم تنذر فسطانها كان مات وشبع موتا.
تلقى قرياقوس هذه الأنباء وفمه منفتح نصف فتحة، كل أخبار زوجته لم تشغل باله، ولكنه أسف على الفسطان الذي أصبح ملكا لقديس الضيعة، ونوى أن يسترجعه متى غادر الفراش واستراح من تلك الوعكة؛ هكذا عبر بطلنا عن مرضه.
وانقضى النهار في الجدال بين الرجل وزوجته، وقد وقفت منه موقف المرشد، فكان قرياقوس يذعن تارة، ثم يعاوده الشك فلا يصدق ما قصته عليه زوجته من أخبار ورؤى الليل الفائت. وتخطت الزوجة من الإرشاد إلى الوعظ فالتهديد؛ أنذرته إذا لم يتدارك الأمر فهي عائدة إلى بيت أبيها؛ لأنها لا تعيش في عش المغاربة والسحرة ... وأخيرا اتفقا على أن يجتمعا معا وينظرا، وفي الغد يقرران ما يجب عمله.
وجاء الليل فرأت أم يوسف وسمعت، أما أبو يوسف فما رأى ولا سمع ولكنه كاد ...
وجاءت الهركولة فحدثها قرياقوس عن أوهام زوجته وتخيلاتها فكانت إمعة،
35
تصدق على كلام قرياقوس وتغمز زوجته، وعصاري ذلك النهار ألحوا على الكاهن، فأقام الذبيحة الإلهية في ذلك البيت المسكون، بعد استئذان رئيسه الروحي، فحضرت الهركولة ذلك القداس، وصلت بإيمان وخشوع حارين.
وخلا بيت مريم من ضيوف الليل، ذوي الأنياب والقرون؛ فعاشت مطمئنة حاكمة بأمرها زهاء ثلاثة أسابيع، أي حتى تعافى الطاغوت واستراح من تلك الوعكة ... •••
وانتقل المرسح بعد ذلك إلى جونيه.
Página desconocida