250

El Libro Único en la Gramática del Corán Glorioso

الكتاب الفريد في إعراب القرآن المجيد

Editor

محمد نظام الدين الفتيح

Editorial

دار الزمان للنشر والتوزيع

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م

Ubicación del editor

المدينة المنورة - المملكة العربية السعودية

Géneros

الحقوق. و﴿شَيْئًا﴾ مفعول به، و﴿عَنْ نَفْسٍ﴾ في موضع نصب على الحال، لتقدمه على الموصوف وهو ﴿شَيْئًا﴾.
ولك أن تجعل ﴿شَيْئًا﴾ في موضع مصدر، وهو الجزاء، كقوله: ﴿وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا﴾ (١) - وإنما وُضع الشيءُ موضع الجزاء والضَّرِّ لما فيه من التعميم - وَتُعَلِّقَ ﴿عَنْ نَفْسٍ﴾ بـ ﴿تَجْزِي﴾ تعلق الجارِّ بالفعل.
وقد قريء: (لا تُجْزِئُ). بضم التاء والهمز (٢)، من أجزأ عنه، إذا أغنى عنه.
وهذه الجملة في موضع نصب لكونها صفةً ليوم، والعائد منها إلى الموصوف محذوف، وفيه تقديران:
أحدهما: لا تَجزي فيه، حملًا على المعنى، لأن اليوم في أصله ظرفٌ وإن اتُّسِعَ فيه، ولأنه لا يُجْزَى وإنما يُجَزَى فيه.
والثاني: لا تجزيه، حملًا على اللفظ، لكونه مفعولًا على السعة هنا، وليس بظرف لما ذكرت.
وحقيقة الظرف إذا اتُّسع فيه ألا يُقَدَّر فيه حرفُ الجرّ الذي هو (في)، والأول مذهب صاحب الكتاب وموافقيه، والثاني مذهب الكسائي (٣) ومتابعيه (٤).

(١) سورة المجادلة، الآية: ١٠.
(٢) نسبها ابن عطية ١/ ٢٠٨، لأبي السمال. وانظر البحر ١/ ١٨٩.
(٣) هو علي بن حمزة أحد القراء السبعة، إمام الكوفيين في النحو واللغة، استوطن بغداد وأدّب وَلَدَي الرشيد، له عدة مؤلفات في معاني القرآن والقراءات والنوادر، مات بالري هو ومحمد بن الحسن صاحب الإمام أبي حنيفة ﵏، وكان خرجا مع الرشيد، فقال: دفنت الفقه والنحو في يوم واحد. وذلك سنة ثنتين وثمانين ومائة على خلاف.
(٤) انظر مذهب سيبويه ومعه البصريون، والكسائي ومعه الكوفيون: معاني الفراء ١/ ٣١ - ٣٢ وله رأيه، وانظر بتفصيل أوسع: إعراب النحاس ١/ ١٧١، وقال مكي في المشكل ١/ ٤٥: وحذف الهاء أحسن من حذف (فيه).

1 / 250