209

El Libro Único en la Gramática del Corán Glorioso

الكتاب الفريد في إعراب القرآن المجيد

Editor

محمد نظام الدين الفتيح

Editorial

دار الزمان للنشر والتوزيع

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م

Ubicación del editor

المدينة المنورة - المملكة العربية السعودية

Géneros

والميثاق: بمعنى الإيثاق، كما أن الميعاد والميلاد بمعنى الوعد والولادة، والمصدر مضاف إلى المفعول إن جعلت الضمير للعهد، والفاعل محذوف، وهو الله جل ذكره، أي: مِن بعد إيثاقِ اللهِ العهدَ، [أو إلى الفاعل إن جعلته لاسم الله تعالى، والمفعول محذوف، وهو العهد، أي: من بعد إيثاقِه العهدَ .. وقُلبت الواو في الميثاق ياء، لانكسار ما قبلها.
وقوله: ﴿مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ﴾: ﴿مَا﴾ يحتمل أن تكون موصولة، وأن تكون موصوفة، وهي مع صلتها أو صفتها نصب بـ ﴿يَقْطَعُونَ﴾.
﴿أَنْ يُوصَلَ﴾: في موضع جر على أنه بدل من الهاء في به، أي: بأن يوصل، أو في موضع نصب على البدل من (ما) في موضع رفع على إضمار مبتدأ، كقوله: ﴿أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ﴾ (١) أي: هو أن يوصل] (٢).
وما أمروا بصلته، قيل: هو الأرحام. وقيل: هو الإيمان بجميع الرسل والكتب، وهو نوع من الصلة (٣).
وقوله: ﴿أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ﴾: (أولئك): مبتدأ، و﴿هُمُ﴾: مبتدأ ثانٍ، و﴿الْخَاسِرُونَ﴾ خبره، والجملة خبر ﴿أُولَئِكَ﴾. أو ﴿هُمُ﴾ فصل و﴿الْخَاسِرُونَ﴾ الخبر.
فإن قلتَ: ما محل ﴿أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ﴾؟ قلتُ: محلها الرفع إن جعلت ﴿الَّذِينَ يَنْقُضُونَ﴾ مبتدأً، وإلا، فلا محل لها.

(١) سورة الشورى، الآية: ١٣.
(٢) ما بين المعكوفتين ساقط من (أ).
(٣) الأول أخرجه الطبري ١/ ١٨٥ عن قتادة، والثاني جعلوه قولين: الأول عن الحسن: أنه رسول الله ﷺ قطعوه بالتكذيب، وهذا ما ذكره الطبري، والثاني عن مقاتل: أنه مطلق الإيمان بالله تعالى ورسله. انظر النكت والعيون ١/ ٩٠، وزاد المسير ١/ ٥٧، وقدم الطبري الأول، وأخره البغوي ١/ ٥٩، وقال ابن عطية ١/ ١٥٧ بعد أن ذكر قول قتادة: وقال جمهور أهل العلم: الإشارة في هذه الآية إلى دين الله وعبادته في الأرض، وإقامة شرائعة وحفظ حدوده.

1 / 209