202

El Libro Único en la Gramática del Corán Glorioso

الكتاب الفريد في إعراب القرآن المجيد

Investigador

محمد نظام الدين الفتيح

Editorial

دار الزمان للنشر والتوزيع

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م

Ubicación del editor

المدينة المنورة - المملكة العربية السعودية

Géneros

ذلك يختص بما لامه صحيح، نحو: قُلت وبِعت.
وقيل: بل حذفت الياء استخفافًا لا لالتقاء الساكنين، تقول: استحَى يستحِي، كما تقول: اقتضى يقتضي، والأول مذهب صاحب الكتاب، والثاني مذهب المازني (١).
واسم الفاعل على لغة أهل الحجاز: مُسْتَحْيٍ، والجمع: مُسْتَحْيُون، ومُسْتَحْيِين. وعلى لغة تميم: مُسْتَحٍ، ومستحون، ومستحين (٢).
وقوله: ﴿أَنْ يَضْرِبَ﴾: في موضع نصبٍ لعدم الجار على مذهب صاحب الكتاب، أي: من أن يضرب، فلما حذف الجار تعدى الفعل إلى ﴿أَنْ﴾ فنصب. وفي موضع جر على إرادة الجار على مذهب الخليل (٣).
وضرب الله مثلًا: أي وَصَفَ وبيّن. وضرب إذا كان بمعنى وصف وبيّن تعدى إلى مفعول واحد، وقد يكون بمعنى جعل فيتعدى إلى مفعولين، يقال: ضربتُ الفضةَ دراهمَ، أي: جعلتها دراهم. فإذا فهم هذا فقوله: ﴿مَا بَعُوضَةً﴾ يحتمل نصب ﴿بَعُوضَةً﴾ أَوْجُهًا:
أن تكون ﴿مَا﴾ صلة للتأكيد كالتي في قوله: ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ﴾ (٤) تعضده قراءة من قرأ: ﴿إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلًا بعوضةً﴾ بطرح ﴿مَا﴾ وهو ابن مسعود ﵁ (٥). و﴿بَعُوضَةً﴾ عطف بيان لـ ﴿مَثَلًا﴾ أو بدل منه.
وأن تكون ﴿مَا﴾ إبهامية بمنزلة شيء، وهي التي إذا اقترنت باسم نكرة

(١) انظر المذهبين في الممتع ٢/ ٥٨٥ - ٥٨٦.
(٢) انظر تصريف كلمة (يستحيي) إعراب النحاس ١/ ١٥٢ - ١٥٣ والتبيان ١/ ٤٢ - ٤٣، والدر المصون ١/ ٢٢١، وليس فيها هذا الاستيعاب والتفصيل الذي عند المؤلف ﵀.
(٣) تقدم تخريجه أكثر من مرة.
(٤) سورة آل عمران، الآية: ١٥٩.
(٥) أشار إلى هذه القراءة أيضًا ابن هشام في المغني /٤١٣/.

1 / 202