199

El Libro Único en la Gramática del Corán Glorioso

الكتاب الفريد في إعراب القرآن المجيد

Investigador

محمد نظام الدين الفتيح

Editorial

دار الزمان للنشر والتوزيع

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م

Ubicación del editor

المدينة المنورة - المملكة العربية السعودية

Géneros

قلتُ: محله النصب على أنها صفة ثانية لجنات، أو حال من ﴿الَّذِينَ آمَنُوا﴾ على حد: معه صقرٌ صائدًا به غدًا، و﴿بَالِغَ الْكَعْبَةِ﴾ (١)، أي: بشرهم مرزوقين على الدوام، أو في محل الرفع على أنها خبر مبتدأ محذوف، أي: الأمرُ كَيْتَ وكَيْتَ، ولا يجوز أن يكون حالًا من ﴿جَنَّاتٍ﴾ لكونها موصوفةً، وفي الجملة ضمير يعود إليها، وهو قوله: ﴿مِنْهَا﴾، كما تقول: مَلَكَ زيدٌ الدارَ وهو جالسٌ فيها، فلك أن تجعل وهو جالس حالًا من الدار، لأجل الضمير العائد إليها، وهو قولك: (فيها) كما زعم بعضهم لعدم العامل. ولك أن تجعلها جملة مستأنفة لا موضع لها من الإعراب.
وقوله: ﴿وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا﴾: أصل (أُتُوأ): أُتِيُوا، فاستُثقلت الضمة على الياء، فحذفت فسكنت، وواو الضمير بعدها ساكنة، فحذفت لالتقاء الساكنين، وضمت التاء لتصح الواو، ومحله النصب على الحال و(قد) معه مضمرة، أي: قالوا ذلك وقد أتوا به. ولك أن تجعله مستأنفًا، والضمير في (أتوا) لأهل الجنة.
وقرئ: (أَتَوْا به) بفتح الهمزة والتاء (٢)، فالضمير على هذا لخَدَمِهم، والضمير في ﴿بِهِ﴾ للمرزوق. و﴿مُتَشَابِهًا﴾: حال منه.
وقوله: ﴿وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ﴾ (أزواج): رفع بالابتداء، وخبره الظرف الذي هو ﴿لَهُمْ﴾، أو بالظرف المذكور على رأي أبي الحسن، فلا ضمير على هذا في الظرف.
و﴿فِيهَا﴾: في محل النصب على الحال، لتقدمه على الموصوف وهو ﴿أَزْوَاجٌ﴾، ولك أن تجعله ظرفًا للظرف، وهو ﴿لَهُمْ﴾.

(١) سورة المائدة، الآية: ٩٥.
(٢) نسبت إلى هارون الأعور والعتكي، انظر المحرر الوجيز ١/ ١٤٩، والقرطبي ١/ ٢٤٠، والبحر المحيط ١/ ١١٥.

1 / 199