181

El Libro Único en la Gramática del Corán Glorioso

الكتاب الفريد في إعراب القرآن المجيد

Investigador

محمد نظام الدين الفتيح

Editorial

دار الزمان للنشر والتوزيع

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م

Ubicación del editor

المدينة المنورة - المملكة العربية السعودية

Géneros

والمشي: جنس الحركة المخصوصة، فإذا اشتد فهو سَعْيٌ، فإذا ازداد فهو عَدْوٌ.
﴿وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا﴾: (أظلم) فعل غير متعدٍّ، يقال: أظلم الليل، وأظلم القوم، أي: دخلوا في الظلام. وظَلِم الليل بالكسر، وأظلم بمعنىً، عن الفرّاء (١). وقد جُوّز أن يكون متعديًا منقولًا من ظَلِمَ الليلُ، تعضده قراءة من قرأ: (وإذا أُظْلِم)، على ترك تسمية الفاعل، وهو يزيد بن قطيب (٢).
ومعنى: ﴿قَامُوا﴾: وقفوا وثبتوا في مكانهم متحيرين، ومنه قامت السوق، إذا ركدت، وقام الماء: جَمَدَ (٣).
وقوله: ﴿وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ﴾: (لو) حرف يمتنع به الشيء لامتناع غيره، وفيه معنى الشرط، ولهذا يَطْلُبُ الفعلَ والجوابَ كالشرط المحض. ومفعول ﴿شَاءَ﴾ محذوف، وحَسُن حذفه لأن الجواب يدل عليه، والتقدير: ولو شاء الله أن يَذهب بسمعهم وأبصارهم لذهب بها، وألفه منقلبة عن ياء، بدليل قولهم في مصدره: شيئًا ومشيئة. والمعنى: ولو شاء الله لذهب بسمعهم بقصيف الرعد، وهو شدة صوته، وأبصارهم بوميض البرق، وهو لمعه.
وقرئ: (لأذْهَبَ بأسماعهم) (٤)، على أن الباء مزيدة للتأكيد، كقوله:

(١) معاني الفراء ١/ ١٨، وحكاها عنه الجوهري (ظلم)، وضبطت (ظلِم) في معاني الزجاج ١/ ٩٦ بفتح اللام، خطأ، لأن تلك من الظلام وهذه من الظلم.
(٢) كذا في الكشاف ١/ ٤٣، ونسبها ابن عطية ١/ ١٣٩ إلى الضحاك، وانظر البحر ١/ ٩٠، فقد نسبها لكليهما، ويزيد بن قُطَيب السَّكُوني الحمصي روى عن أبي بحرية صاحب سيدنا معاذ بن جبل ﵁. (انظر المعرفة والتاريخ ٢/ ٣١٣ - ٣١٤. والجرح والتعديل ٩/ ٢٨٥، وتهذيب الكمال ٣٢/ ٢٢٧، والكاشف ٣/ ٢٨٤، وقال: ثقة، وتقريب التهذيب/ ٦٠٤/ وقال: مقبول الرواية. قال ابن الجزري في غاية النهاية ٢/ ٣٨٢: له اختيار في القراءة ينسب إليه.
(٣) كذا في الكشاف ١/ ٤٣.
(٤) هي قراءة ابن أبي عبلة كما في الكشاف ١/ ٤٣، والمحرر الوجيز ١/ ١٤٠.

1 / 181