154

El Libro Único en la Gramática del Corán Glorioso

الكتاب الفريد في إعراب القرآن المجيد

Investigador

محمد نظام الدين الفتيح

Editorial

دار الزمان للنشر والتوزيع

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م

Ubicación del editor

المدينة المنورة - المملكة العربية السعودية

Géneros

اللهُ خيرًا، وزدته درهمًا، و﴿فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا﴾ فعداه إلى مفعولين كما ترى. ومعنى زيادة الله إياهم مرضًا: أنهم كانوا شاكين في المُنُزَلِ قبل القرآن، فزادهم شكًّا ونفاقًا بإنزال القرآن، على ما فُسِّر المرض هنا.
﴿وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾: ﴿عَذَابٌ﴾ رَفْعٌ بالابتداء أو بالظرف، و﴿أَلِيمٌ﴾: نعت للعذاب، وهو فَعِيل بمعنى مُفْعِل، لأنه من آلمه يؤلمه إيلامًا، فهو مُؤلم، كما تقول: أوجعه يوجعه إيجاعًا، فهو مُوجع. والأليم والمؤلم، كالوجيع والموجع، وفعيل بمعنى مفعل كثير في كلام القوم، وفي التنزيل أيضًا: ﴿بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ (١)، أي: مبدعهما، لأنه من أبدع، ومنه مكان حَرِيزٌ، أي: مُحْرِزٌ، وفلان حكيم، أي: مُحْكِم. و﴿أَلِيمٌ﴾ يُجمَع على إِلام وعلى أُلَمَاء، ككريم وكِرام وكُرماء (٢).
(بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ): الباء متعلقة بمحذوف، لكونها في موضع الصفة لـ ﴿عَذَابٌ﴾، و(ما) مع ما بعدها في تأويل المصدر، أي: عذاب أليم مستقر أو ثابت، أو كائن بتكذيبهم أو بكذبهم، على قدر القراءتين (٣).
و(يُكَذِّبوُنَ): في موضع نصب بأنها خبر كان.
فإن قلتَ: هل يجوز أن تكون الباء متعلقة بنفس ﴿أَلِيمٌ﴾؟ قلتُ: قد جوز ذلك.
فإن قلتَ: هل يجوز أن تكون صلة (ما كانوا) دون (يُكَذِّبوُنَ)، كأنه قيل: ولهم عذاب أليم بكونهم مكذِّبين؟ قلت: لا يجوز ذلك، لأن كان هنا هي الناقصة، والناقصة قد جُرِّدت للدلالة على الزمان، وعريت من الحدث،

(١) سورة الأنعام، الآية: ١٠١.
(٢) زاد النحاس ١/ ١٣٧، ويقال: أَلْآم مثل: أشراف.
(٣) الأولى: (يَكذِبون) بفتح الياء وتخفيف الذال، وهي قراءة عاصم وحمزة والكسائي وخلف. والثانية: (يُكذبون) (بضم الياء وتشديد الذال) وهي قراءة باقي العشرة. انظر السبعة/ ١٤٣/، والحجة ١/ ٣٢٩، والمبسوط/ ١٢٧/.

1 / 154