La mariposa y el tanque y otras historias: selecciones de cuentos de las obras completas de Ernest
الفراشة والدبابة وقصص أخرى: مختارات قصصية من الأعمال القصصية الكاملة لإرنست
Géneros
ودق العجوز بكوبه على الطبق، وذهب إليه النادل الشاب: ماذا تريد؟
ونظر إليه العجوز وقال: مزيدا من البراندي!
وقال النادل الشاب: أخشى عليك أن تثمل.
فنظر إليه العجوز نظرة استنكار، فدار النادل على عقبيه ليحمل إليه ما يريد. وفي طريق عودته قال لزميله المسن: إنه سيبقى طول الليل وأنا أشعر بالنعاس ... إنني لا أذهب لفراشي قبل الثالثة صباحا ... كان يحسن به أن يقتل نفسه في الأسبوع الماضي.
وتناول النادل زجاجة من البراندي وبطاقة حساب أخرى من مائدة الصراف في داخل الحانة، وخرج بهما إلى مائدة العجوز، ووضع البطاقة ثم ملأ الكوب بالبراندي، وقال للعجوز الأصم: كان يحسن بك أن تقتل نفسك في الأسبوع الماضي.
وأشار الرجل العجوز بأصبعه وقال: مزيدا!
فأفرغ النادل مزيدا من البراندي حتى سال من القدح وسقط على بطاقات الحساب.
قال العجوز: شكرا.
وأعاد النادل الشاب الزجاجة إلى داخل الحانة وجلس مرة أخرى إلى المائدة مع زميله المسن وقال له: إنه الآن قد ثمل.
فأجابه: إنه ثمل كل ليلة. - لماذا حاول أن يقتل نفسه؟ - من أين لي أن أعلم. - وكيف فعل ذلك؟ - حاول أن يشنق نفسه بحبل. - ومن أنقذه؟ - ابنة أخيه. - ولماذا أنقذوه؟ - خوفا على حياته. - كم يملك من المال؟ - الكثير. - لا بد أنه قد قارب الثمانين من عمره. - أعتقد أنه في الثمانين. - إني أتمنى لو عاد إلى بيته الآن. إني لا أذهب إلى فراشي قبل الثالثة صباحا كل يوم، ويا لها من ساعة يأوي فيها الإنسان لفراشه! - إنه يبقى هنا لأنه يحب ذلك. - إنه وحيد، أما أنا فلي زوجة تنتظرني. - وهو أيضا كانت له زوجة يوما ما. - إن الزوجة ليست بذات فائدة له الآن. - من أدراك، قد يكون أفضل حالا لو كانت معه زوجة. - إن ابنة أخيه تعنى بحاله. - أعرف ذلك. لقد قلت لك إنها هي التي أنقذته. - أنا لا أتمنى أن أكون في مثل سنه، إن الكبر في السن شيء مزعج. - ليس دائما، فهذا العجوز رجل نظيف ويشرب دون أن يريق النبيذ حتى وهو ثمل، انظر إليه! - لا أريد أن أنظر إليه. كم أتمنى أن يعود إلى منزله! - إنه لا يلقي بالا للذين يعملون.
Página desconocida