Faraj Mahmum
فرج المهموم - معرفة نهج الحلال من علم النجوم
Géneros
العوراء شاه بشكسته يقول الملك انكسر وجمع الكهان والسحرة والمنجمين ودعا السائب معهم فقال انظروا في هذا الأمر ما هو فخرجوا من عنده ونظروا في الأمر فأخذ عليهم بأقطار السماء وضاقت عليهم الأرض وتسكعوا بعلمهم فلا يمضي لساحر سحره ولا لكاهن كهانته ولا يستقيم لمنجم علم نجومه وبات السائب في ليلة ظل فيها على ربوة من الأرض يرمق برقا نشأ من الحجاز ثم استطار حتى بلغ المشرق فلما أصبح ذهب ينظر إلى ما تحت قدميه فإذا روضة خضراء فقال فيما يعتاف لئن صدق ما أرى ليخرجن من الحجاز سلطان يبلغ المشرق وتخصب به الأرض كأفضل ما أخصبت من ملك كان قبله فلما خلص الكهان والمنجمون بعضهم إلى بعض رأوا ما أصابهم ورأى السائب ما قد رأى قال بعضهم لبعض تعلمون والله ما حيل بينكم وبين علمكم إلا لأمر جاء من السماء وإنه لنبي قد بعث أو هو مبعوث يسلب هذا الملك ويكسره ولئن بنيتم لكسرى خراب ملكه ليقتلنكم فأقيموا بينكم أمرا تلقونه فيه حتى تؤخروا أمره إلى آخر ساعة فجاءوا إلى كسرى فقالوا قد نظرنا في هذا الأمر فوجدنا بناءك الذي وضعته على الحساب قد أخطئوا فيه فوضعوا طاق الملك وسكور دجلة على النحوس فلما اختلف عليه الليل والنهار وقعت النحوس على مواقعها فدك كل ما وضع عليها وإنا سنحسب حسابا تضع عليه بنيانا لا يزول قال فاحسبوا فحسبوا ثم قالوا ابن فبنى فعمل في دجلة ثمانية أشهر وأنفق فيها من الأموال ما لا يدرى ما هو حتى
Página 33