Faraj Mahmum
فرج المهموم - معرفة نهج الحلال من علم النجوم
Géneros
أخبرني محمد بن موسى المنجم الجليس وليس هو الخوارزمي قال حدثني يحيى بن أبي منصور قال دخلت أنا وجماعة من المنجمين إلى المأمون وعنده إنسان قد تنبأ ونحن لا نعلم وقد دعا بالقضاة ولم يجيئوا بعد فقال لي ولمن حضر من المنجمين اذهبوا فخذوا طالعا لدعوى رجل في شيء يدعيه وعرفوني ما يدل عليه الفلك من صدقه أو كذبه ولم يعلمنا المأمون أنه متنبئ فجئنا إلى بعض تلك الغرف فأحكمنا الطالع وصورناه فوقع الشمس والقمر في دقيقة واحدة وسهم السعادة وسهم الغيب في دقيقة الطالع والطالع الجدي والمشتري في السنبلة ينظر إليه والزهرة وعطارد في العقرب ينظران إليه فقال كل من حضر غيري كل ما يدعيه صحيح وله حجة زهرية وعطاردية فقلت أنا هو في طلب تصحيح وتصحيح الذي يطلبه لا يتم ولا ينتظم فقال من أين قلت لأن صحة الدعاوي من المشتري في تثليث الشمس وتسديسها إذا كانت الشمس غير منحوسة وهذا يخالف هبوط المشتري والمشتري ينظر إليه نظر موافقة إلا أنها فاسدة بهذا البرج والبرج كاره له فلا يتم التصديق والتصحيح والذي قالوا من حجة عطاردية وزهرية إنما هو ضرب من التحسين والتزويق والخداع فتعجب المأمون وقال لله درك ثم قال أتدرون من الرجل قلنا لا قال هذا ويزعم أنه نبي فقلت يا أمير المؤمنين أفمعه شيء يحتج به فسأله فقال نعم معي خاتم ذو فصين ألبسه فلا يتغير مني شيء ويلبسه غيري فيضحك ولا يتمالك من الضحك حتى ينزعه ومعي قلم آخذه فأكتب فيه ويأخذه غيري فلا تنطلق إصبعه-
Página 164