يقدم هذا الكتاب خلاصة النظرية الشكلية في الفن، والتي أرى أنها أعمق النظريات الفنية وأقربها إلى الصواب وأشدها إمساكا بجوهر الفن لو أنها أخذت بمعناها الحقيقي وفهمت على وجهها الصحيح، وأرى تطرفها الظاهري تطرفا في الحق، وترياقا ناجعا يعدل ويعادل تطرفنا في الباطل وتخلفنا الفاجع في فهم معنى الفن ومقصده وجدواه.
الفرضية الإستطيقية: الشكل الدال
تبدأ الإستطيقا الشكلية من «واقعة»
fact
محددة، يقينية لا شك فيها، هي أننا (أو أن أصحاب الحساسية
sensibility
منا) ننفعل بإزاء أشياء معينة نطلق عليها «الأعمال الفنية»
works of art
انفعالا شديد الخصوصية والتميز نطلق عليه «الانفعال الإستطيقي»
aesthetic emotion ، ورغم أن هذا الانفعال هو خبرة ذاتية شخصية، إلا أن ارتباطه بموضوعات عينية من جهة، واتفاقنا الوثيق في حدوثه من جهة أخرى، يجعل منه شأنا واقعيا صلبا ويصبغه بصبغة موضوعية
Página desconocida