Filosofía de la historia según Vico

Catiyyat Abu Sucud d. 1450 AH
49

Filosofía de la historia según Vico

فلسفة التاريخ عند فيكو

Géneros

6 (أي العلامات والرموز)، ففي المرحلة الإلهية كانت الشعوب الأولى تتكلم بالرموز، ثم تتابعت الاستعارات والمجازات وكل وسائل التعبير الشعري التي مر بها الحديث المنطوق إلى أن كان حديث الرسائل الذي نشأ بين العامة في الشعوب البطولية وهي لغة خاصة بالعصر البشري.

أما عن نشأة الحروف الشعبية فيرجعها فيكو إلى الرموز الرياضية والفلكية للكلدانيين، وقد استعمل الفينيقيون هذه الرموز الكلدانية كرموز للأعمال التجارية، ثم انتقلت إلى الإغريق عن طريق الشواطئ الإغريقية قبل عصر هوميروس، وأخذ الإغريق هذه الأشكال الهندسية لتمثل الأصوات المنطوقة المختلفة ثم شكلوها إلى حروف ذات طابع شعبي وأتموها، وقد تبناها الإغريق لتشابهها مع حروفهم اليونانية القديمة، كما يؤكد تاسيتوس ذلك، والدليل على هذا أن اليونان استعملوا - لفترة طويلة - الحروف الكبيرة لتعبر عن الأعداد. واختلاف اللغات الشعبية باختلاف الشعوب يرجع لحقيقة أساسية هي اختلاف مناخ الشعوب مما نشأ عنه اختلاف في العادات. ومن اختلاف الطبيعة والعادات نشأت لغات مختلفة، فكل شعب نظر إلى ضرورات الحياة البشرية من وجهة نظر مختلفة؛ لذلك نشأت عادات عالمية وظهر هذا كمثال واضح في الأمثال والحكم الشعبية التي عبرت عن مضمون واحد بأساليب مختلفة لدى شعوب مختلفة.

يواصل فيكو نظريته في نشأة اللغات والحروف ويفسر كيف تشكلت ثلاثة أنواع من اللغات والحروف في ضوء مبدأ هام هو أن الآلهة والأبطال والبشر بدءوا في آن واحد (لأنهم كانوا بشرا تخيلوا الآلهة واعتقدوا أن طبيعتهم البطولية مزيج من الطبيعة الإلهية والبشرية) لذلك بدأت اللغات الثلاث في آن واحد، وكان في كل منها حروف تطورت معها وبدأت بثلاث اختلافات هامة: أن لغة الآلهة كانت صامتة تماما لا تحتوي إلا على نطق هزيل، أما لغة الأبطال فهي مزيج متساو من اللغة المنطوقة والصامتة، وأخيرا تأتي لغة البشر وهي بأكملها لغة منطوقة؛ لذلك كانت اللغة الإلهية في البدايات مضطربة إلى أبعد حد، وهذا سبب قوي في غموض الخرافات. ففي الوقت الذي تشكلت فيه فكرة جوبيتر كشخصية دينية (وهذه أول فكرة بشرية نشأت في العالم الأممي) بدأت اللغة المنطوقة تتطور عن طريق تسمية الأشياء أو الأفعال بمحاكاة أصواتها

onomatopoeia ؛ لذا كانت أسماء جوبيتر في اللغات القديمة تحاكي صوت الرعد ووميض الضوء وصوت احتراق النار، وتكونت الكلمات البشرية بعد ذلك من صيغة التعجب والدهشة، ونشأت أصوات منطوقة بدافع من الانفعالات القوية. فعندما نزلت أول صاعقة من السماء وأيقظت الدهشة في البشر كان ميلاد أول صوت بشري معبرا عنه بلفظ

pa

ثم ضعفت إلى

pape ، ومن هذا التعجب جاء اشتقاق لقب جوبيتر «أب البشر والآلهة» حيث كان الآلهة يدعون آباء والآلهات أمهات، وربما جاء من هذه الصيحة الأصل الاشتقاقي للفعل

patrare

بمعنى يعمل أو يصنع وهي صفة الله الصانع كما وردت في الكتاب المقدس.

7

Página desconocida