Filosofía de la historia según Vico
فلسفة التاريخ عند فيكو
Géneros
13
ثورة ضد سلطان الديانة التقليدية فحسب، بل ضد الدين كيفما كان؛ فقد اعتبر فولتير (1694-1778م) نفسه قائد حملة تستهدف القضاء على المسيحية؛ إذ اعتبر أن الدين دالة على كل ما هو رجعي بربري في الحياة الإنسانية. كان هدف عصر التنوير إنهاء العصر الديني في تاريخ الحياة البشرية وبداية عصر جديد متعقل، وكان القرن الثامن عشر بداية التفكير الحر بالقدر الذي سمح بتقديم علوم كثيرة منها العلوم التجريبية والدراسات التاريخية. وإذا كانت فلسفة التاريخ لم تظهر بصورة واضحة إلا في القرن الثامن عشر على يد فيكو، إلا أن هناك بدايات للتفكير التاريخي قبل ذلك ساعدت فيكو بطريقة غير مباشرة على بلورة أفكاره الرئيسية في فلسفة التاريخ، على الرغم من أن هذه البدايات يمكن أن توصف بأنها إرهاصات ساذجة لم تتخذ الشكل العلمي وإن كانت دفعات قوية للاهتمام بالدراسات التاريخية كما في حركة الإصلاح الديني التي تزعمها مارتن لوثر (1483-1546م).
وإذا كانت حركة الإصلاح الديني قد ساعدت، كما ساعد أصحاب النزعة الإنسانية بوجه عام، على إحياء تراث المؤلفين والكتاب القدامى والاقتداء بنماذجهم ونشر مخطوطاتهم وتيسيرها للعلماء والدارسين، فإن حركة الإصلاح المضادة قد اضطرت هي الأخرى إلى محاربة التاريخ بالتاريخ، مما اتضح أثره في تأسيس علوم تاريخية مساعدة كعلم النقوش أو الكتابة القديمة الباليوجرافيا
الإغريقية واللاتينية الذي أسسه كل من مابيلون
Mabillon
ومونتفيكون
Montfaucon ، فنشر مابيلون كتابه عن الوثائق
De re diplomatica
عام 1681م ووضع فيه نظام الوثائق والباليوجرافيا اللاتينية، والباليوجرافيا اللاتينية، وبعدها بأربع سنوات - وكان فيكو يبلغ من العمر سبعة عشر عاما - عكف مابيلون في نابولي على البحث عن الكتب والمخطوطات، وحضر مونتفيكون أيضا لنابولي عام 1698م وصدر كتابه «النقوش الإغريقية»
عام 1708م وقد قدم كلاهما إسهامات في التاريخ الفرنسي وتجاوزت أعمالهما في عصر فيكو كل الأعمال السابقة لها من حيث الدقة والشمول.
Página desconocida