Filosofía del Placer y el Dolor
فلسفة اللذة والألم
Géneros
على أن هذه الصورة السلبية من اللذة أو بالأحرى «تصور اللذة السلبي» بالرغم من أن أتباع أبيقور لم يحاولوا مطلقا أن ينتقصوه، فإنه لم يوضع موضع التطبيق العملي باعتباره مثلا أعلى للسلوك يحتذيه أتباع المذهب.
39
وكان هذا أكبر ما وجه إلى المذهب الأبيقوري من نقد الناقدين. (11) أبيقور وشروح في فلسفة أرسطبس
ما هي المبررات المنطقية التي يقوم عليها مذهب أرسطبس؟
هذا سؤال يحتاج، في الجواب عليه، إلى شروح يجب أن نمضي فيها قليلا، قبل أن نعمد إلى الكلام في تطبيق المذهب عمليا.
إن اللذة التي يجدر بأن يسعى الإنسان لها لم تكن لدى أرسطبس كما كانت من بعده عند أبيقور، مجرد التحرر من الألم، بل إن أرسطبس كان بعيدا عن أن يضع اللذات الجامحة أو اللذات التي يباشرها الإنسان إرضاء لشهوة ثائرة في المكانة الأولى من الخطر، على أن اصطلاح «اللذة» لم يؤد عند أرسطبس أدنى ما تصل إليه الانفعالات عند أبيقور كما ذهب البعض، بل عبر عنده عن حد ليس بالأدنى ولا بالأعلى في قياس الانفعالات من طريق إيجابي صرف ، ذلك بأنه اعتبر أن مجرد التحرر من الألم ومن اللذة معا حالة سلبية لا إلى هذه ولا إلى تلك.
أما الشرح الذي نلجأ إليه في توضيح هذه النظرية فيجب أن نرجع فيه إلى نظرية نفسية تعرف عن علماء النفس بنظرية الوعي
Theory of Consciousness
فإنهم يمثلون للوعي بموجة تبدأ من القاعدة ثم ترتفع منتهية عند القمة، ومن ثم تعود هابطة إلى مستوى القاعدة، ومثلها في العقل الباطن كمثل موجة الماء تماما، فإذا أردنا أن نمثل لنظرية أرسطبس في قياس اللذة، وجب علينا أن نعود إلى هذه النظرية وأن نمثل بالشكل الذي يمثل به النفسيون للوعي، ونتخذه سبيلا لشرح درجات اللذة في هذا المذهب، وإليك البيان:
ولا شك في أن فهم هذا ضروري لاستيعاب العناصر التي يتكون منها مذهب أرسطبس.
Página desconocida