Filosofía india: una introducción muy breve
الفلسفة الهندية: مقدمة قصيرة جدا
Géneros
إن فلسفة أدفايتا فيدانتا لصاحبها شانكارا هي على الأرجح أشهر «الفلسفات» الهندية؛ فلقد كانت أولى الفلسفات التي صدرت وقدمت إلى الغرب؛ حيث قدمها الممارس الفيدانتي فيفيكاناندا في المجلس العالمي للأديان في شيكاجو في عام 1893 تحت مسمى «الهندوسية»، وأصبحت فيما بعد رائجة في مراكز مختلفة، مثل «بعثات راماكريشنا» في العديد من البلدان الغربية. ومنذ ذلك الحين، اكتسبت شهرة كبيرة في أنحاء العالم، لدرجة أنه ليس الغرباء وحدهم هم الذين لا يدركون في الغالب أنها مجرد واحدة من بين العديد من مدارس الفكر الهندي، بل في بعض الأحيان تروج داخل شبه القارة الهندية نفسها على أنها «التراث الديني الفلسفي التقليدي للهند».
رامانوجا: المؤمن والفيلسوف
في واقع الأمر، يعد فكر رامانوجا، الذي عاش في القرن الحادي عشر الميلادي، أكبر تجسيد للمعتقدات المعاصرة لكثير من الهندوس. وكان رامانوجا عضوا متحمسا في إحدى الطوائف شديدة التعبد تعرف باسم طائفة شري فايشنافا، وكان معبودهم هو الإله الشخصي الممثل في النص المقدس الخاص بالطائفة، ذلك النص الذي يسمى «بهاجافاتا بورانا». إلا أن رامانوجا أراد أيضا تأسيس مكانة أرثوذكسية لطائفته، بموجبها تكتسب الهيمنة على الطوائف الأخرى و«يوثق» بها معتقداته وممارساته الدينية، وسعى لفعل ذلك من خلال مطابقة العقيدة الدينية للنص المقدس «بهاجافاتا بورانا» مع النظرة الوجودية والتعاليم الفلسفية «للأساس الثلاثي» للنصوص المرجعية التي استخدمها شانكارا وهي: «براهما سوترا» لصاحبها بادارايانا، وكتابات الأوبانيشاد، وكتابات «بهاجافاد جيتا».
كان رامانوجا في هذا الصدد ليس مؤولا فحسب، بل كان أيضا مدافعا عن موقف ديني محدد؛ ولذلك كانت تعاليمه في حاجة إلى التوفيق بين هذين الجانبين لهذا المنهج المتبع. ويعرف نظامه الفكري، الذي يعتبر فرعا من فروع دارشانا فيدانتا في مجملها بسبب الموقف المحوري الذي خصه لكتابات الأوبانيشاد، باسم فيشيشتادفايتا فيدانتا؛ أي فيدانتا غير ثنائية (أدفايتا ) لكنها محدودة («فيشيشتا»). وعلى النقيض من الواحدية المطلقة التي قال بها شانكارا، فإن وحدة براهمان لدى رامانوجا هي وحدة محدودة؛ حيث توجد ضمن هذه الوحدة علاقة بين براهمان بصفته إلها (الواحدية ذات طبيعة إيمانية قوية في أدبيات فيشيشتادفايتا فيدانتا) وبين الذات الفردية بصفتها متعبدا. واعتمادا على مثال الزهرة واللون الأحمر المستخدم من قبل الأسلاف، قال رامانوجا إن من طبيعة البراهمان أن يوجد «محدودا» على النحو التالي: إن مثل الزهرة لحمرتها كمثل البراهمان للذوات الفردية، وكما أن الزهرة لا يمكن أن توجد دون حمرتها (أو دون أي لون آخر)، فإن البراهمان لا يمكن أن يوجد دون الذوات. إن كلا منهما متأصل في الآخر تماما مثل طبيعة البراهمان. علاوة على ذلك، فهذان الجانبان، على الرغم من أنهما ليسا الأمر نفسه على وجه التحديد، لا يختلفان أحدهما عن الآخر، ولم يفصل رامانوجا بينهما فصلا فئويا كما فعل مفكرو فايشيشيكا وميمانسا. وبدلا من ذلك، قال رامانوجا إنهما متلازمان على نحو متأصل وأبدي، على الرغم من أنهما مختلفان أيضا. وهذا هو معنى فيشيشتادفايتا؛ أي «عدم الثنائية المحدودة».
ساتكاريافادا، «النتيجة موجودة مسبقا في المسبب» «ساتكاريافادا» هي نظرية تقول إنه لا شيء يأتي من العدم؛ أي إن «الخلق من العدم» مستحيل. علاوة على ذلك، أي شيء موجود لا بد أن يكون موجودا مسبقا في مسببه المادي؛ لأن المسببات المادية لا تستطيع أن تخلق أي شيء خلافا لما كان موجودا في المقام الأول. ويمكن تفسير هذه النظرية بطرق مختلفة؛ فعلى سبيل المثال، تقول سانكيا إن براكريتي الظاهر موجود مسبقا في براكريتي غير الظاهر، لكنها تقول أيضا إن تعددية البوروشات موجودة أيضا على نحو منفصل عنه. هذه هي ساتكاريافادا مرتبطة بالثنائية الوجودية. أما بالنسبة لشانكارا، المؤمن بالواحدية المطلقة، فلا شيء ليس براهمان غير متغير، وكل أشكال التجلي والتعددية ما هي إلا مظهر من مظاهر المادة وليس تغيرا في المادة. ويعرف هذا الرأي بنظرية «فيفارتا فادا»؛ أي نظرية التجلي عن طريق «المظهر». وعلى النقيض من النظريتين السابقتين، فإن نظرية ساتكاريافادا لصاحبها رامانوجا على الرغم من أنها تقر بالواحدية مثل نظرية شانكارا، فإنها تقول إن براهمان يحول نفسه في واقع الأمر إلى العالم المتعدد. ويعرف هذا الرأي باسم «باريناما فادا»؛ أي نظرية التجلي عن طريق «التحول».
ومرة أخرى، على النقيض من شانكارا، يرى رامانوجا أن براهمان ليس لديه جانب خال من الصفات، بل إنه كله صفات. والسبب في هذا الموقف يعود جزئيا بلا شك إلى أن ضروريات الطائفة تستلزم التأكيد على صفات مثل الشفقة واللطف وغيرهما، كجوانب في البراهمان. وذكر مثل هذه الصفات وارد في بعض كتابات الأوبانيشاد، وقد ضمها شانكارا في مستوى الإيمان «التقليدي» في إطار واحدية مطلقة للغاية. إلا أن رامانوجا رأى أنها صفات حقيقية ونشطة من النوع المكون منه الكون؛ فالعالم التجريبي هو تحول حقيقي للبراهمان، والصفات والظواهر المتعددة الظاهرة وغيرها كلها من المادة نفسها من الناحية الوجودية. وانتقد رامانوجا بشدة نظرية فيفارتا فادا لصاحبها شانكارا (نظرية التجلي عن طريق المظهر)، وقال إن براهمان في واقع الأمر هو المسبب المادي للعالم التجريبي، وإنه الموصوف في إحدى الفقرات في كتابات «تشاندوجيا أوبانيشاد» على هذا النحو: «لقد فكر في نفسه وقال: لأجعل نفسي متعددا»، وهو التجلي عن طريق التحول المعروف باسم «باريناما فادا». إن براهمان يتغير في واقع الأمر، وهو نشط، ولديه علاقة بالأفراد.
وفقا لرامانوجا، فإن براهمان يمتلك صفات:
إن أولئك الذين يتبنون معتقدا يقوم على أساس عدم التفريق (يشير رامانوجا هنا إلى شانكارا) لا يمكنهم تقديم أي دليل صحيح حول ذلك الاعتقاد؛ لأن كل الأشياء الممكنة معرفتها بوسائل صحيحة يختلف بعضها عن بعض ... ولذلك فالواقع مختلف ولديه صفات ... (وبالمثل) فإن وجهة النظر القائلة إن كل أشكال الاختلاف غير واقعية هي وجهة نظر خاطئة تماما ... والتعبيرات على شاكلة «تات تفام أسي» (أنت كل ذلك) الواردة في النصوص ليس الهدف منها أن تعني وحدة مادة غير متمايزة، بل الأمر نقيض ذلك؛ فكلمة «أنت» وكلمة «ذلك» توضحان أن براهمان يتسم بالاختلاف. «بهاشيا براهما سوترا» لرامانوجا، المجلد 1
إن براهمان الأعلى - ذلك النبع الزاخر بصفات واضحة على نحو فائق لا تعد ولا تحصى، ذلك الذي لا تشوبه نقيصة، ويمتلك عالما هائلا لا حدود له يظهر فيه مجده، ذلك الفيض من التعطف فائق الكرم، والجمال والحب المتسامح - هو الكيان الأساسي، والذات هي الكيان التابع.
كتابات «فيدارتهاسانجراها» لرامانوجا، مقتبسة من كتاب «العقيدة الدينية لدى رامانوجا» للمؤلف جون كارمان
Página desconocida