Filosofía india: una introducción muy breve
الفلسفة الهندية: مقدمة قصيرة جدا
Géneros
ويكمل النص فيقدم إجابات مقبولة على هذا النحو:
لي ذات. ليس لي ذات. أنا أدرك ذاتي من خلال ذاتي. أنا أدرك عدم وجود ذاتي من خلال ذاتي. أدرك ذاتي من خلال عدمية ذاتي. ذاتي هذه التي تتحدث وتشعر، والتي تشهد عواقب الأفعال الجيدة والسيئة أحيانا هنا وأحيانا هناك، هذه الذات دائمة ومستقرة وأبدية وغير متغيرة، وهي كما هي دائما . «ماجيما نيكايا»، المجلد 1
لقد كانت الأسئلة التأملية عن الذات والكون متعددة للغاية، لدرجة أن كافة الاحتمالات أصبحت مدرجة في إحدى الصيغ في النصوص البوذية؛ على النحو التالي:
هل الكون أبدي أم لا؟ هل الكون نهائي أم لا؟ هل الذات مختلفة عن الجسد أم لا؟ عند اكتساب التحرر من الميلاد المتكرر، هل يكون المرء موجودا أم غير موجود، أم موجودا وغير موجود، أم ليس موجودا وليس غير موجود؟ «ساميوتا نيكايا»، المجلد 2، (مثال معادة صياغته)
من هذا الدليل وغيره من الأدلة المعممة يمكن استنتاج بعض الأنماط الفكرية المتنوعة، فقد تبنى بعض الأشخاص نظرة مادية للغاية تنادي بالمادية المتأصلة للبشر في عالم نهائي تماما ومحدود زمنيا. وقال البعض إنه على الرغم من احتمالية وجود ذات غير مادية إلى حد ما مرتبطة بالجسم المادي خلال فترة حياة المرء؛ فإن هذه الذات تنتهي للأبد عند الموت. وتطلق المصادر البوذية القديمة على الأشخاص الذين تبنوا هذه النظرة اسم العدميين؛ حيث إن الموت يتضمن «انعدام» الذات. ولم يجد العدميون ولا الماديون المتطرفون أهمية للتعامل الجدي مع فكرة وجود قانون كارمي يحكم البشر، ورغم ذلك فكثير من المارقين، ومن الممكن أن يكون معظمهم، قد درسوا رؤاهم في إطار يفترض أن البشر يشهدون سلسلة من الحيوات. وبعض هؤلاء، بالإضافة إلى كهنة البرهمية المتبعين لكتابات الأوبانيشاد، اعتقدوا أن الذات دائمة وغير متغيرة، وأطلق عليهم البوذيون اسم الأبديين، وكان الآخرون غير أبديين، لكنهم اعتقدوا في استمرارية الذات بشكل أو بآخر. وكل هؤلاء الأشخاص اعتقدوا أن الأفعال لها عواقب في الحيوات المستقبلية، وبالنسبة لهم كانت الفكرة كلها من السعي وراء إجابات لهذه الأسئلة هي اعتقاد أن هذه المعرفة بعينها - معرفة طبيعة الذات وسياقها الوجودي - تؤدي إلى التحرر (موكشا) من الميلاد المتكرر؛ ولهذا السبب كان بحثهم عن الإجابات حتميا، وظل اهتمامهم منصبا على الأسئلة المتعلقة بهذه الموضوعات.
من المهم فهم هذه النقطة؛ لأنها تمثل سمة أساسية للمجتمع الذي نحاول فهمه، ولشرحها على نحو أكثر وضوحا قد يكون من المفيد تناول الصورة من زاوية مختلفة نسبيا. وفي العموم، فإن لدينا مجتمعا يمكن للمرء أن يرى فيه أن الممارسات والاهتمامات المختلفة مرتبطة ارتباطا مباشرا برؤى للعالم مناسبة لكل منها.
فمن ناحية، كان يوجد أتباع التقليد البرهمي القديم المتعلق بالدين القرباني الفيدي، وفيه كان أداء الطقوس يرتبط ارتباطا مباشرا بالحفاظ على كون إن لم يكن تجريبيا تماما، فهو بالتأكيد متعدد وحقيقي. وتركز الاهتمام على دقة القربان؛ نظرا لارتباط الفعل بالنتيجة، وكان هذا التقليد القديم في ذلك الوقت على وشك أن ينازعه مكانته مناهج أخرى ممثلة في تعاليم كتابات الأوبانيشاد واهتمامات المارقين غير الماديين. ورغم ذلك، فقد كان التقليد البرهمي قد أصبح بالفعل حامل لواء التقليدية، وواضع الأعراف الاجتماعية التي ما زالت مستمرة حتى وقتنا هذا. ولم يكن وجود وتأثير ذلك التقليد لينحى جانبا مهما بلغت قوة ادعاء أفضلية المناهج البديلة.
أما الآخرون، مثل الماديين والعدميين، فقد تمسكوا برؤية للعالم استبعدت التركيز على أي شيء بخلاف المكان والزمان الحاليين. واهتم هؤلاء الأشخاص، في المقام الأول، بالدفاع عن وجهات نظرهم ومحاولة تفنيد كل ما رأوا أنه مزاعم وممارسات سخيفة لدى كل من الشعائريين وغير الماديين على حد سواء.
وعلى النقيض، كان يوجد أولئك الذين اعتقدوا أن الحياة عبارة عن دورة ميلاد متكرر تحكمها الكارما، وأن العالم ليس تجريبيا كما يتراءى لنا، أو على الأقل يحمل في ثناياه أكثر من هذا المظهر. وكان اهتمام هؤلاء منصبا على اكتساب المعرفة المتعلقة بالتركيبة الدقيقة للعالم في حقيقة الأمر وموقع البشر داخله. وهذا الاهتمام لم يمكنهم فحسب من قول ادعاءات متعالية تزعم معرفة الحقيقة الماورائية، بل منحهم أيضا واجبا وجوديا لإدراك وسائل تحقيق الخلاص من قيد الميلاد المتكرر. وكانوا يرون أنهم إذا أرادوا الحصول على ذلك الخلاص الذي يمثل أعلى المنح، فإن أهم ما عليهم معرفته أكثر من أي شيء آخر هو طبيعة الذات، وهكذا سيطر هذا المسعى على منهجهم، مستبعدا أي اهتمامات أو موضوعات أخرى.
جوتاما - بوذا
Página desconocida