141

Falak Dair

الفلك الدائر على المثل السائر (مطبوع بآخر الجزء الرابع من المثل السائر)

Investigador

أحمد الحوفي، بدوي طبانة

Editorial

دار نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع

Ubicación del editor

الفجالة - القاهرة

على التغشي ببردهم السني، والتعري عن ثوب الإسفاف الدني، وليكن في إحراز الذكر الجميل إذا عرض ماهرا، ولنفسه عن مطعن السوء إن اعترض قاهرا، وفيما يثبت مدمه جاهدا، وللشيطان المسئول له مجاهدا، ليكون بأفعاله الحسنة مكافيا للإنعام، ومستحقا لزيادة الموهبة والدوام، فقديما قيل في المثل الزم الصحة يلزمك العمل". وقد ذكره عبد الحميد بن يحيى الكاتب في رسالته إلى الكتاب. ومن ذلك قولي في هذا التوقيع: "فإذا كان وقت الحصاد، وتفتقت الأكمام عن ثمار الاجتهاد، رتب من الأعوان من يثق بمناصحته، ويسكن إلى حراسته، وأذكى عليهم عيون التطلع، وأصغى إليهم بمسامع التصفح والتتبع، فمن وجده للمحجة سالكا، وللدناءة تاركا، أقره واستخدمه، وأدناه وأكرمه، ومن ألفاه عن الجدد١ ناكبا، ولاتباع الطمع راكبا، أحسن تأديبه وتقويمه، وفرى بضرب السياسة أديمه، وجعل ما يعتمده من نكاله رادعا لأمثاله، ونافعا له في مستقبل أمره ومآله، فليس الكهل كالحدث الصبي، ولا القارح٢ كالجذع٣ الفتى. والحوادث ذخيرة العواقب، والمصائب أثمان التجارب". هذا معنى قولهم في المثل المشهور: إن المصائب أثمان التجارب.

١ الجدد: المراد الطريق الواضح. ٢ القارح: البازل وهو البعير في سنته الخامسة. ٣ الجذع: البعير في سنته الثالثة.

4 / 155