Fakhri en las Artes Sultánicas y los Estados Islámicos

Ibn Tiqtaqa d. 709 AH
90

Fakhri en las Artes Sultánicas y los Estados Islámicos

الفخري في الآداب السلطانية والدول الإسلامية

Investigador

عبد القادر محمد مايو

Editorial

دار القلم العربي

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤١٨ هـ - ١٩٩٧ م

Ubicación del editor

بيروت

فأشار عمرو بن العاص على معاوية- ﵄ أن يظهر قميص الدم الّذي قتل فيه عثمان بن عفّان وأصابع زوجته- ﵄ ويعلّق ذلك على المنبر، ثمّ يجمع الناس ويبكي عليه ويلصق قتل عثمان بعليّ- ﵃ ويطالبه بدمه ليميل إليه أهل الشأم ويقاتلوا معه. فأخرج معاوية- ﵁ القميص والأصابع وعلّقه على المنبر وبكى واستبكى الناس، وذكّرهم بمصاب عثمان- ﵁ فانتدب أهل الشأم من كلّ جانب، وبذلوا له الطّلب بدم عثمان ﵁ والقتال معه على كل من آوى قتلته ثم كتب معاوية- ﵁ إلى أمير المؤمنين- ﵇ كتابا يذكر فيه ذلك فحينئذ تجهّز عليّ- ﵇ للقتال وكاتب الناس ليجتمعوا معه، وكذلك صنع معاوية- ﵁ ثم التقوا بصفّين [١] من أرض الشأم فجرت بينهم مناوشات وحروب كان أوّلها: أنّ معاوية وأصحابه- ﵃ سبقوا إلى شريعة [٢] الماء فملكوها. ومنعوا أصحاب أمير المؤمنين- ﵇ من الماء، ولم يكن هناك شريعة غيرها. فلمّا أخبر عليّ- ﵇ بذلك أرسل إلى معاوية- ﵁ يقول له: إنّ مذهبنا ألا نبدأكم بقتال حتى نحتجّ عليكم، وننظر فيما جئنا له وتنظرون. وقد منع أصحابك الناس من الماء، فابعث حتى يخلّوا سبيل الماء، وإن شئتم أن نترك ما جئنا له وتكون مقاتلتنا على الماء، فيكون الغالب هو الشارب، فعلنا ذلك. فقال معاوية- ﵁ لأصحابه ما تشيرون؟ قال قوم من بني أميّة: نرى أن تمنعه الماء حتى يموتوا عطشا أو يرجعوا لطلب الماء فتكون هزيمة، فقال عمرو بن العاص- ﵁ «أرى أن نخلّي لهم سبيل الماء، فإنّ القوم لا يعطشون وأنت ريّان» فأخر معاوية- ﵁ الجواب وقال: سأنظر، فاقتتل الناس على الماء، وأمدّ عليّ- ﵇ أصحابه وأمدّ معاوية- ﵁ أصحابه، ونشبت الحرب

[١] صفّين: موقع على نهر الفرات غربيّ الرقّة. [٢] الشّريعة: مورد الماء ومستقاه.

1 / 95