El amanecer del Islam

Ahmad Amin d. 1373 AH
120

El amanecer del Islam

فجر الإسلام

Géneros

وحتى هؤلاء الذين كانوا يكتبون الوحي لم يكونوا مهرة في الكتابة، ولا كتابتهم سائرة على نمط واحد، ولا خاضعة لقوانين الإملاء، فكتبوا «لا أذبحنه» بزيادة ألف، وكذلك «لا أوضعوا»، وكتبوا «بأييد» بياءين، وكتبوا «امرأت فرعون» و«قرت عين لي ولك» بتاء مفتوحة، وحذفوا الألفات من مواضع دون مواضع مع تساويها في نظر الإملاء، وسبب ذلك - كما يعلله ابن خلدون - ضعفهم في صناعة الخط، وأنهم لم يبلغوا حد الإجادة فيها.

أثر الإسلام في الحركة العلمية: وجاء الإسلام فأفاد الحركة العلمية من وجوه: (الأول):

أن نشر الدين كان يستتبع الحاجة إلى القارئين الكاتبين، فقد كانت آيات القرآن تكتب ويتلوها من يعرف القراءة على من لم يعرف، وقد جاء في حديث إسلام عمر: «أنه عمد إلى أخته وختنه وعندهما خباب بن الأرت معه صحيفة فيها «طه» يقرئها إياها»؛ فكان طبيعيا أن يشجع النبي

صلى الله عليه وسلم

على تعلم الكتابة؛ وقد ورد أنه في غزوة بدر «كان فداء بعض الأسرى الذين يكتبون أن يعلموا عشرة من صبيان المدينة الكتابة»، ورأى بعض المسلمين أنهم في حاجة إلى الكتابة ليعرفوا دينهم على الوجه الأكمل.

بل حث النبي

صلى الله عليه وسلم

بعض أصحابه أن يتعلموا لغة غير اللغة العربية، لما دعت الحاجة إلى ذلك - بعد انتشار الإسلام - ففي «البخاري» عن زيد بن ثابت قال: «أتي بي النبي

صلى الله عليه وسلم

مقدمه المدينة، فقيل: هذا من بني النجار، وقد قرأ سبع عشرة سورة، فقرأت عليه فأعجبه ذلك، فقال: تعلم كتاب (كتابة) يهود، فإني ما آمنهم على كتابي، ففعلت، فما مضى لي نصف شهر حتى حذقته، فكنت أكتب له إليهم؛ وإذا كتبوا إليه قرأت له»، وفي حديث آخر: «عن زيد بن ثابت قال: قال لي النبي

Página desconocida