رأى الأب أندراوس برزي منذ عشرين سنة ونيف أن أبناء طائفة الأقباط الكاثوليك قد تكاثروا في الفجالة والظاهر، ففكر في بناء كنيسة بينهم، وخاطب في ذلك بعض أعيان الطائفة، فتبرع له الخواجات يوسف وفرنسيس خزام بقطعة أرض فضاء من ملكهما في شارع أبي الريش، وشرع الأب برزي بجمع المال من هنا ومن هناك، حتى تم له ما أراد، وشيد كنيسة صغيرة باسم «الأنبا أنطونيوس» جامعة بين البساطة المتناهية والمتانة. (7-4) كنيسة اليسوعيين
واقعة في مدخل مدرستهم الشهيرة، وتمتاز هذه الكنيسة عن جميع كنائس حي الفجالة بصغرها وجمال عمارتها المشيدة على الطراز البيزنطي، ويجتمع فيها أيام الآحاد جماهير من الكاثوليك الأقباط والروم والموارنة واللاتين. (7-5) كنيسة السريان الكاثوليك
أقرت الجمعية الخيرية للسريان الكاثوليك بناء كنيسة في الظاهر، وجمعت لهذا الغرض مائتي جنيه، ودفع الكومندور جرجس براهمشا عميد الطائفة مثل هذا المبلغ، وابتيع بالمجموع قطعة أرض مجاورة لمنزل سعادة يوسف مسرة باشا، ثم لاحظ القومندور براهمشا أن الطائفة عاجزة عن بناء الكنيسة، فاتفق مع الجمعية على أن تسلم إليه الأرض التي ابتاعتها، ومقابل ذلك يبني الكنيسة في جزء من حديقة منزله، فوافقت على رأيه، وأتم بناء الكنيسة سنة 1909، وأعاد إلى الجمعية الخيرية المبلغ الذي اكتتبت به الطائفة لشراء الأرض. (7-6) كنيسة الكلدان الكاثوليك
أنشأتها السيدة هيلانة كريمة المرحوم أنطون بك البغدادي في سنة 1903 بجوار البيت الذي كانت تقطنه إلى جانب المدرسة البطريركية للروم الكاثوليك. (7-7) كنيسة البروتستانت
كان الأقباط البروتستانت من أهالي الفجالة يجتمعون للصلاة أيام الآحاد في قاعة مدرسة البنات الأميريكية، ثم انتخبوا القس غبريال ميخائيل الضبع واعظا لهم، والرجل عالم تقي غني يقوم بأداء مهمته بلا أجر، فضاقت قاعة المدرسة بالحاضرين، فنصبوا خيمة في فناء المدرسة، ثم استقر الرأي على تشييد كنيسة، واكتتب كثيرون منهم بالمال اللازم لها، واشتروا دارا واسعة أمام مدرسة الآباء اليسوعيين وهدموها، وهم ينتظرون بنافد الصبر إبرام الصلح للشروع في التشييد. (8) المعاهد الخيرية والإصلاحية (8-1) جمعيات الأقباط
تضم الفجالة جمعيات الأقباط والمعاهد التابعة لها؛ ففيها الجمعية الخيرية القبطية، ومستشفاها، ومشغلها، وجمعية التوفيق، ومدارسها، وجمعية ثمرة التوفيق، ومدرستها المجانية، ومستوصفها، ونادي اتحاد الشبان المسيحيين، وجمعية أصدقاء الكتاب المقدس، وبيوت الطلبة، ومجتمع الإصلاح القبطي، وجمعية زهرة الآداب. وقد فصلت أغراض كل واحدة منها وأعمالها في كتابي «جمعيات الأقباط وأنديتهم».
ومما يحسن ذكره أن الجمعية الخيرية قررت نقل مستشفاها من الدار المؤجرة له في أول شارع عباس إلى عمارة خاصة، وقام خلاف بين الأعضاء في هذا الشأن، فضه صاحب العزة جورجي بك ويصا بأن تعهد بتكملة المبلغ الذي تبرع به أعيان الطائفة لشراء الأرض، وبناء المستشفى، وقد أعلن ويصا بك أنه لو بلغت هذه التكملة عشرة آلاف جنيه فهو مستعد للقيام بها.
أما مستوصف «جمعية ثمرة التوفيق» فمعهد خيري تشتغل الجمعية الآن في إنشائه، وتبرع جماعة من الأطباء الأقباط بفحص المترددين عليه بالمجان، أو برسم زهيد لا يتجاوز 20 مليما.
وكان للأقباط ناد أدبي في الفجالة اسمه «نادي النيل» أنشأه جماعة من الشبان المهذبين، وفيه ألقى الدكتور مرقس أفندي صادق خطبة اجتماعية، طالب فيها بمساواة المرأة القبطية بالرجل في الميراث، ولكن هذا النادي لم يعش أكثر من سنتين. (8-2) جمعية يد المساعدة
لما وردت الأخبار من سوريا ولبنان باشتداد المجاعة والفقر، ألفت السيدة سعدى سابا جمعية من نخبة السيدات السوريات على اختلاف مذاهبهن لإعداد الملابس لأولئك البائسين، فجمعن مبلغا من المال، وطفقن يشترين من حين إلى أخرى كميات من البفتة والكستور، ويجتمعن أسبوعيا لتفصيلها وخياطتها، وأعلنت «جمعية الإعانة السورية بمصر» نتيجة عمل هؤلاء السيدات الكريمات في أحد بلاغاتها الأخيرة إلى الصحف، فقالت: «أرسلت الجمعية صندوق ملابس كبيرا يشتمل على 680 قطعة من الفساطين والقمصان وغيرها، و624 مترا من الأقمشة، و1106 أزواج شرابات ، و60 بكرة خيط، و24 دستة زراير، وهذا الصندوق مقدم من جمعية يد المساعدة للسيدات السوريات بمصر التي ترأسها حضرة الفاضلة الكريمة السيدة سعدى سابا إلخ إلخ.» (8-3) جمعية الاتحاد اللبناني
Página desconocida