Faith in the Hereafter and Its Impact on the Individual and Society
الإيمان باليوم الآخر وأثره على الفرد والمجتمع
Géneros
ويقول في موضع آخر: "فلا يُذكر في التوراة والإنجيل والزبور نوع من الخبر عن الله وعن ملائكته، وعن اليوم الآخر إلا وقد جاء به على أ كمل وجه، وأخبر بأشياء ليست في الكتب" (^١).
وذكر - يرحمه الله - أن ما عند المسلمين من أخبار اليوم الآخر أعظم وأجل بكثير مما عند غيرهم فقال: " فإن الذي عند المسلمين: من توحيد الله ومعرفة أسمائه وصفاته وملائكته وأنبيائه ورسله، ومعرفة اليوم الآخر، وصفة الجنة والنار، والثواب والعقاب، والوعد والوعيد، أعظم وأجل بكثير مما عند اليهود والنصارى، وهذا بيّن لكل من يبحث عن ذلك" (^٢).
٥ - وأن الإيمان باليوم الآخر من مشتركات الكتب السماوية، فالنصوص السابقة تدل على اشتراك الملل في الإيمان باليوم الآخر، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: " فإن المسلمين واليهود والنصارى متفقون على أن في الكتب الإلهية: الأمر بعبادة الله وحده لا شريك له، وأنه أرسل إلى الخلق رسلًا من البشر، وأنه أوجب العدل وحرّم الظلم والفواحش والشرك وأمثال ذلك من الشرائع الكلية، وأيضا الوعد بالثواب والوعيد بالعقاب، وهم متفقون على الإيمان باليوم الآخر وقد تنازعوا في بعض معانيها واختلفوا في تفسير ذلك" (^٣).
ومع هذا الاشتراك إلا أن الأخبار الواردة في اليوم الآخر وصفاته قد ذكرت مجملة عند أهل الكتابين، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: "لهذا ليس في الإنجيل من صفات الله وصفات ملكوته ومن صفات اليوم الآخر، إلا أمور مجمله وكذلك التوراة ليس فيها من ذكر اليوم الآخر إلا أمور مجملة" (^٤)
_________
(^١) ابن تيمية: الجواب الصحيح (٥/ ٤٤١).
(^٢) ابن تيمية: مجموع الفتاوى (٤/ ٢٠٢).
(^٣) ابن تيمية: الجواب الصحيح (٢/ ٤٤١).
(^٤) ابن تيمية: الجواب الصحيح (٥/ ٢٩٤).
1 / 11