٠١ - يُصلح وَهَذَا الْبناء يَجِيء لما يُفعل بِهِ كثيرا كَقَوْلِك الرِّكاب لما يركب بِهِ والحزام لما يحزم بِهِ ونظائره جمَّة. لما خرج إِلَى مَكَّة عرض لَهُ رجل فَقَالَ إِن كنت تُرِيدُ النِّسَاء الْبيض والنوق الْأدم فَعَلَيْك ببني مُدْلِج. فَقَالَ إِن الله منع من بني مُدْلِج لصلتها الرَّحِم وطعنهم فِي ألباب الْإِبِل وروى لبات. الأدمة فِي الْإِبِل الْبيَاض مَعَ سَواد المقلتين. عَلَيْك من أَسمَاء الْفِعْل يُقَال عَلَيْك زيدا أَي الزمه وَعَلَيْك بِهِ أَي خُذ بِهِ وَالْمرَاد هَاهُنَا أوقع ببني مُدْلِج. الْأَلْبَاب جمع لبب وَهُوَ المنحر واللبة مثله وَقيل جمع لب وَهُوَ الْخَالِص يَعْنِي أَنهم ينحرون خَالِصَة إبلهم وكرائها. وَيجوز أَن يكون جمع لبة على تَقْدِير حذف التَّاء كَقَوْلِهِم فِي جمع بدرة بدر وَشدَّة أَشد. وَصفهم بِالْكَرمِ وصلَة الرَّحِم وَأَنَّهُمْ بِهَاتَيْنِ الخصلتين استوجبوا الْإِمْسَاك عَن الْإِيقَاع بهم. لأمير الْمُؤمنِينَ عَليّ ﵁ سنح لي رَسُول الله ﷺ فِي الْمَنَام فَقلت يَا رَسُول الله مَا لقِيت بعْدك من الإدد والأود وروى من اللدد
إدد أود والإدة الداهية وَمِنْهَا قَوْله تَعَالَى ﴿لقد جئتمُ شَيْئًا إدّا﴾ . والأود العوج واللدد الْخُصُومَة. مَا لقِيت بعْدك يُرِيد أَي شَيْء لقِيت على معنى التَّعَجُّب كَقَوْلِه ... يَا جارتَا مَا أنتِ جارهْ ... ابْن مَسْعُود ﵁ إِن هَذَا الْقُرْآن مأدبة الله فتعلَّموا من مأدبته وروى مأدبة الله فَمن دخل فِيهَا فَهُوَ آمن.
1 / 30