Entendiendo el Entendimiento: Una Introducción a la Hermenéutica: Teoría de la Interpretación desde Platón hasta Gadamer
فهم الفهم: مدخل إلى الهرمنيوطيقا: نظرية التأويل من أفلاطون إلى جادامر
Géneros
يقول ماركوز: «إن التكنولوجيا المعاصرة تضفي صبغة عقلانية على ما يعانيه الإنسان من نقص في الحرية، وتقيم البرهان على أنه يستحيل «تقنيا» أن يكون الإنسان سيد نفسه وأن يختار أسلوب حياته، وبالفعل، إن نقص الحرية لا يطرح نفسه اليوم على أنه واقعة لا عقلانية، أو واقعة ذات صبغة سياسية، وإنما يعبر بالأحرى عن واقع أن الإنسان بات خاضعا لجهاز تقني يزيد من رغد الحياة ورفاهيتها كما يزيد من إنتاجية العمل. إن العقلانية التكنولوجية لا تضع السيطرة موضع اتهام، وإنما هي تحميها بالأحرى، والأفق الأداتي للعقل يطل على مجتمع كلي استبدادي وقد أضيفت عليه الصفة العقلانية.»
8
يتبين إذن أن التقنية ليست شيئا محايدا عديم اللون والطعم والرائحة، كما أنها ليست مجرد تطبيق عملي لممارسة نظرية هي العلم، إنها منطق أو وضع أو موقف فلسفي أو أيديولوجي، ليست آلات وأدوات ووسائل عمل في يد الإنسان، بل هي أدوات ووسائل تكرس منطق السيطرة وتكشف عصر التقدم التقني وأيديولوجيا النظام التكنولوجي.
ثمة مشابهات بين هذا الموقف الذي دافع عنه ماركوز ثم هابرماس، وموقف هيدجر الذي يعتبر الوضعية الأساسية للأزمنة الحديثة هي «الوضعية التقنية»، ولأن العصر تقني، فالتنقية شكل من أشكال الحقيقة وكيفية من كيفيات الوجود أو نمط من أنماط تجلياته، إنه موقف يصب في القول ب «لا حيادية» التقنية، خلافا للموقف الماركسي الذي يعتبرها مجرد تطبيق للعلم.
9 (2) التقنية والعلم كأيديولوجيا
يرى هابرماس أن العلم ليس بريئا وليس محايدا وليس نزيها!
فالعلم في سياق العقلانية التقنية تتلبسه حسابات السياسة، أي إرادة قوة بالمعنى النيتشوي تنبغي تعريتها وإخراجها إلى واضحة النهار، الأمر الذي يستلزم نقد المذاهب الوضعية والنزعة العلمية المتطرفة
Scientism
والنزعة التقنية، بوصفها جميعا تعبيرات عن الأيديولوجيا المكونة للحداثة التقنية، أما الوضعية فهي تميل إلى تحنيط العلم حتى ليتحول إلى دين جديد دوجماوي يقدم أجوبة وثوقية عن كل الأسئلة الممكنة ويقدم حلولا ناجعة لكل المشكلات، وأما النزعة التقنية فهي الميل إلى اعتبار التطبيق العملي للمعرفة العلمية هو وحده الكفيل بتقدم المجتمع، واعتباره توظيفا عمليا محايدا للمعرفة العلمية، متناسية أن التقنية تحول البشر أنفسهم إلى وسائل وأدوات، فتقمع طاقاتهم الإبداعية والتحررية، وبهذا المعنى فهي أيديولوجيا تلعب دورا أساسيا في إضفاء المشروعية على النظام الاجتماعي والسياسي الحديث القائم على العقلانية التقنية.
10
Página desconocida