Entendiendo el Entendimiento: Una Introducción a la Hermenéutica: Teoría de la Interpretación desde Platón hasta Gadamer

Cadil Mustafa d. 1450 AH
126

Entendiendo el Entendimiento: Una Introducción a la Hermenéutica: Teoría de la Interpretación desde Platón hasta Gadamer

فهم الفهم: مدخل إلى الهرمنيوطيقا: نظرية التأويل من أفلاطون إلى جادامر

Géneros

يصرح جادامر أنه يتخذ من تحليل هيدجر للبنية المسبقة للفهم وللتاريخية الصميمة للوجود الإنساني مرتكزا وأساسا ونقطة انطلاق لتحليله الخاص ل «الوعي التاريخي»، ومفاد «البنية المسبقة»

للفهم عند هيدجر أننا حين نضطلع بفهم نص ما أو مادة أو موقف فنحن لا نفهمه بوعي خال لحظيا نملؤه بالموقف الجاري، بل نفهمه لأننا نضمر توجها مبدئيا يتعلق بالموقف ونهيب به، ونكن في أنفسنا طريقة معينة في الرؤية محددة سلفا وبعض «التصورات المسبقة»

. وقد أسهبنا في الفصل الخاص بهيدجر في بيان ذلك، وإنما يعنينا هنا أن نتعقب ما يترتب على هذا التصور بالنسبة للوعي التاريخي، وبإمكاننا أن نوجز ذلك منذ البداية فنقول: ليس هناك فهم خالص أو رؤية للتاريخ بدون الإشارة، أو الإحالة، إلى الحاضر، بل إن فهم التاريخ ورؤيته لا يتمان أبدا إلا من خلال وعي يقف في الحاضر.

ورغم ذلك فإن مفهوم التاريخية، حتى وهو يؤكد هذه الحقيقة، يؤكد في الوقت نفسه على أن الماضي يظل يؤثر على الحاضر ويفعل فيه فعله؛ فالحاضر أيضا لا تمكن رؤيته ولا فهمه إلا من خلال مقاصد وطرائق رؤية وتصورات مسبقة منحدرة من الماضي، إن الماضي عند جادامر ليس كومة من الوقائع يمكن تحويلها إلى موضوع للوعي، وإنما الماضي تيار نتحرك فيه ونشارك لدى كل فعل من أفعال الفهم. التراث إذن ليس شيئا يقف قبالتنا بل هو شيء نقف فيه ونوجد خلاله، وهو، في معظمه، وسط بلغ من الشفافية حدا يجعله غير مرئي لنا، تماما مثلما أن الماء غير مرئي للسمك.

ورد هذا التشبيه في رسالة هيدجر «في النزعة الإنسانية»، وإن يكن ذلك بصدد «الوجود» لا «التراث»، فالوجود هو «العنصر» الذي نعيش فيه، غير أنه لا فرق هناك ولا تناقض في حقيقة الأمر؛ لأن اللغة هي منزل الوجود ونحن نعيش في اللغة وخلال اللغة، ولأن هيدجر وجادامر كليهما يتفقان، فضلا عن ذلك، على أن اللغة هي مستودع التراث ووسطه الحامل، التراث يختبئ في اللغة، واللغة «وسط» شأنها شأن الماء، يتفق كل من هيدجر وجادامر على أن اللغة والتاريخ والوجود ليست عناصر مترابطة فحسب بل ملتحمة ومنصهرة وملتئمة معا، بحيث إن «لغوية» الوجود هي في الوقت نفسه «أنطولوجيته»، أي انوجاده وتأتيه والوسط الذي يحمل تاريخيته.

كان نقد «الوعي التاريخي» عند كل من جادامر وهيدجر موجها بالدرجة الأولى إلى «المدرسة التاريخية» في ألمانيا، تلك المدرسة التي كان يمثلها في القرن التاسع عشر درويسن وفون رانكه، والتي تمثل امتدادا للهرمنيوطيقا الرومانسية (التي يمثلها شلايرماخر ودلتاي بوجه خاص)، على ألا نفهم من ذلك أنها تضفي على التاريخ صبغة رومانسية على طريقة سير ولتر سكوت، إنها على العكس تمثل أشد المحاولات صرامة لبلوغ تاريخ «موضوعي» لا يدع فيه عالم التاريخ مشاعره الشخصية تتسرب إلى التاريخ بل يدخل بكليته في العالم التاريخي الذي يود أن يصفه.

لقد أنفق دلتاي عمره في محاولة تأسيس منهج لفهم التاريخ مختلف عن منهج العلوم الطبيعية، وأنفق الشطر الأخير من حياته في محاولة تأسيس الدراسات الإنسانية على مجموعة من الأفكار والإجراءات التاريخية والتأويلية غير المصطبغة بالصبغة الطبيعية، كانت «الخبرة» و«الحياة ذاتها» موضوعاته الرئيسية المتكررة، وكان يرى أن الخبرة إذا نظر إليها على أنها وحدة معنى تصبح معرفة، وبذلك تكون «الحياة ذاتها» منطوية على تأمل انعكاسي باطن فيها (محايث)، كانت العلاقة بين الحياة وعملية المعرفة نقطة أساسية عند دلتاي، كما لاحظ جادامر بحق، وكان فهم التاريخ يكمن عنده لا في انفصال المرء عن خبرته الخاصة بل في إدراك أنه هو نفسه كائن تاريخي، ويكمن في النهاية في مشاركة المرء مع الآخرين في «الحياة»، يقول دلتاي إن هذا الفهم المعطى سلفا للحياة هو ما يمكن المرء من فهم «تعبيرات الحياة» في الفن العظيم والأدب الرفيع، وعندما يواجه المرء هذه التعبيرات ويفهمها فإنه يظفر أيضا بفهم نفسه؛ فالوعي التاريخي عند دلتاي هو طريقة للتعرف على الذات.

إلا أن تعبيرات الحياة بالنسبة لدلتاي هي حقا «موضعة»

Objectification

للحياة بوسعنا أن نظفر بمعرفة «موضوعية» عنها، وبقدر ما انتقد دلتاي مناهج العلوم الطبيعية فقد بقي أمينا لهدفه المثالي في تحقيق معرفة موضوعية في الدراسات التاريخية، وذهب إلى أن الدراسات التاريخية يمكن أن تسمى «علوما» وإن تكن «علوما إنسانية» (روحية)

Página desconocida