وليس هذا عليَّ وحدي ... هذا شقاءٌ على الأنامِ
وسألتَني أعزك الله تعالى أن أجمعَ لك ما جاء في فضلِ الكلبِ على شِرار الإخوان ومحمودِ خصاله في السرِّ والإعلان فقد جمعت ما فيه كفاية وبيان ولست أشكُّ أنَّك أعزَّك الله عارف بخير عبد الله بن هلال الكوفي المجذوم صاحب الخاتم وخبر جاره لمّا سأله أن يكتب كتابا إلى إبليس لعنهُ الله في حاجة له فإن كان العقل يدفع ذلك الخبر فهو مثل حسن يعرف مثله في الناس فكتب إليه الكتاب وأكَّده غاية التأكيد ومضى وأوصل الكتاب إلى إبليس فقرأه وقبَّله ووضعه على عينيه وقال السمع والطاعة لأبي محمد فما حاجتك قال لي جار مُكرِم شديد الميل إلى شفوق علي وعلى أولادي إن كانت لي حاجة قضاها أو احتجت إلى قرضٍ أقرضني وأسعفني وإن غبت خلفني في أهلي وولدي يبرُّهم بكلِّ ما يجدُ إليه السبيل وإبليس كلّما سمع منه يقول هذا حسن وهذا جميل فلما فرغ من وصفه قال فما تحب أن أفعل به قال أريد أن تزيل نعمته وتفقره فقد غاظني أمره وكثرة ماله وبقاؤه وطول سلامته فضرخ إبليس صرخة لم يسمع مثلها منه قط فاجتمع إليه عفاريتُه وجندُه وقالوا له:
1 / 32