ألينُ الخلقِ مِعطفا لحميم ... ولا عدائه كحدِّ السنانِ
وأرى الناس غير من أنتَ مِنهمْ ... خُلقوا كالذباب والصيران
وممن أفسد الصديق بحرمته فأقام الكلب بنصرتهما أخبرونا عن أبي الحسن المدايني يرفعه عن عمرو بن شمر قال كان للحارث ابن صعصعة ندمان لا يفارقهم شديد المحبة لهم فبعث أحدهم بزوجته فراسلها وكان للحارث كلبٌ ربّاه فخرج الحارث في بعض منتزهاته ومعه ندماؤه وتخلَّف عنهُ ذلك الرجل فلما بعد الحارث عن منزله جاء نديمه إلى زوجته فأقام عندها يأكل ويشرب فلما سكرا واضّطجعا ورأى الكلب أنه قد ثار على بطنها وثب الكلب عليهما فقتلهما فلما رجع الحارث إلى منزله ونظر إليهما علاف القصة ووقف ندماؤه على ذلك وأنشأ يقول طويل:
وما زال يرعى ذِمَّتي ويحوطني ... ويحفظ عرسي والخليل يخون
فواعجبا للخلِّ يهتك حُرمتي ... ويا عجبًا للكلب كيف يصونُ
قال وهجر من كان يعاشره واتّخذ كلبه نديما وصاحبت فتحدث به العرب وأنشأ يقول طويل:
1 / 59