[2.8.4]
قال وقد كان في العرب قبائل فيها شرف بالثروة وفي العدد والجود والبأس كبني حنيفة بن لجيم منهم هوذة الحنفي ذو التاج الذي ذكره الأعشى فقال [بسيط]
من ير هوذة يسجد غير متئب ~
أي مستحي وكان يقال لأبيه وأعمامه البحور ومنهم نجدة الحروري وكان باليمامة بعد موت يزيد بن معاوية وغلب على البحرين ثم وافى ناحية الموسم فصلى بأصحابه ناحية ووصلى ابن الزبير ناحية وصلى محمد بن الحنفية عليه السلام ناحية ومنهم نافع بن الأزرق رأس الأزارقة ومنهم عمير بن سلمى أحد أوفياء العرب الثلاثة وهو الذي قتل أخاه قرينا بجاره وقد ذكرنا قصته فيما تقدم ومنهم عبيد بن ثعلبة بن يربوع الذي يقال له رب حجر وحجر اليمامة وهو كان اختطها برمحه وأنزلها بني حنيفة ونفى عنها بقايا طسم وجديس ومنهم قتادة بن مسلمة بن عبيد وكان ربع أربعين مرباعا في الجاهلية مع أشباه لهؤلاء من ذوي الأقدار والهمم والأخطار ومنهم مع هذا داخلون عند كثير من الناس في جمل الخاملين فالمجد لا يبتنى إلا بالحمد والحمد لا يعتقد إلا بالفعال والفعال لا يظهر إلا بالمقال ولم يكن في بني حنيفة شعراء فصارت مآثرهم عند خواص الناس دون عامتهم والشرف والسؤدد مع سواد الناس ودهمائهم.
[2.8.5]
وهؤلاء بنو عجل بن لجيم إخوتهم لا يعدون من الأشراف في الجاهلية إلا أبجر بن جابر أبا حجار وعتبة بن النهاس وفي الإسلام إدريس وابنه عيسى النازلين حد إصبهان وإليهما ينتمي شرفهم غير أن لهم شعراء منهم أبو النجم والأغلب الراجز والعديل بن الفرخ وهو القائل [طويل]
وإنا لنقري في الشتاء قبورنا
ونصبر تحت اللامعات الخوافق
وإنما عنى رجلا منهم أمر بالصدقة والإطعام عند قبره فشيد ذلك وأعلاه بالشعر وجعله مفخرا معدودا وشرفا مجدودا.
[2.8.6]
هذا مع ما بسطه الله به من ألسنة الشعراء في مديح ولد إدريس وتشييد مناقبهم وتكبير صغيرهم كقول ابن جبلة [مديد]
Página desconocida