[1.12.7]
قالوا ولما ملك أنوشروان صاهر خاقان واستعان به على الهياطلة فأعانه عليهم حتى أدرك ثأره وقتل ملكهم وأهل بيته فاستغاثته بملك الترك دليل على الضعف ...
[1.12.8]
فهذه حال أهل خراسان قبل الإسلام ثم أتى الله بالإسلام فكانوا فيه أحسن الأمم رغبة وأشدهم إليه مسارعة منا من الله عليهم وتفضيلا لهم وإحسانا إليهم وأسلموا طوعا ودخلوا فيه أفواجا وصالحوا عن بلادهم صلحا فخف خراجهم وقلت نوائبهم ولم يجر عليهم سباء ولم يسفك فيما بينهم دم.
[1.12.9]
ولما رأى الله ... العزيز وأهل السيئات ... وإخرابهم البلاد واستئثارهم بالفيء وتهالكهم على المعازف والملاهي وإعراضهم عما وجب عليهم فيما قلدهم ابتعث لهم جنودا من أهل خراسان جمعهم من أقطارها كما يجمع قزع الخريف وألبسهم الهيبة ونزع من قلوبهم الرحمة فساروا نحوهم كقطع الليل المظلم وقد أخذوا بلبس السواد وطولوا الشعور وشدوا المآزر دون النساء حتى انتزعوا ملك بني أمية من أكبر ملوكهم نسبا وأشدهم حنكة وأحزمهم رأيا وأكثرهم عدة وعديدا وأثخنهم كاتبا ووزيرا وسلموه إلى بني العباس.
[1.12.10]
وقد كان محمد بن علي بن عبد الله بن العباس قال لدعاتهم حين أراد توجيههم إلى الأمصار أما الكوفة فشيعة علي وولده وأما البصرة وسوادها فعثمانية تدين بالكف وتقول كن عبد الله المقتول ولا تكن عبد الله القاتل وأما الجزيرة فحرورية مارقة وأعراب كأعلاج ومسلمون في أخلاق النصارى وأما أهل الشام فليس يعرفون إلا آل أبي سفيان وطاعة بني مروان وعداوة راسخة وجهلا متراكما وأما مكة والمدينة فقد غلب عليهما أبو بكر وعمر رحمهما الله فعليكم بأهل خراسان فإن هناك العدد الكثير والجلد الظاهر وهناك صدور سليمة وقلوب فارغة لم تتقسمها الأهواء ولم تتوزعها النحل ولم يقدح فيها فساد وهم جند لهم أبدان وأجسام ومناكب وكواهل وهامات ولحى وشوارب وأصوات هائلة ولغات فخمة تخرج من أفواه منكرة وبعد فإني أتفاءل إلى المشرق وإلى مطلع سراج الأرض ومصباح الخلق.
[1.12.11]
ولما بلغ الله إرادته في بني أمية وبني العباس قام أهل خراسان مع خلفائهم على أسكن ريح وأحسن دعة وأشد طاعة وأكثر تعظيم لسلطان وأحمد سيرة في رعية يتزين عندهم الحسن ويستتر منهم بالقبيح إلى كان ما كان من قضاء الله ورأي الخلفاء الراشدين في الاستبدال بهم وتصيير التدبير لغيرهم ولا ... المستعان.
Página desconocida